استطاع رجل صيني استغلال شركة طيران صينية مستعملا تذكرة سفر على متن الدرجة الأولى، والتي تخوله الدخول لصالة الـ(VIP) ليستفيد من الامتيازات المقدمة للمسافرين على هذه الدرجة الفاخرة والأكل مجاناً، قبل أن يقرر في كل مرة تغيير موعد رحلته ليتمكن من تكرار فعلته مرة أخرى. وقد قام الرجل بتغيير موعد سفره أكثر من 300 مرة خلال العام، وفي النهاية قام بإلغاء التذكرة واستعاد قيمتها قبل انتهاء فترة صلاحيتها. المتحدث باسم الشركة أكد أن الشركة لم تجد ما يدينه قانونياً، كما لا يوجد وسيلة لوقف مثل هذه التصرفات النادرة!! *** هذه الحالة النادرة موجودة في عالمنا العربي بشكل طبيعي وعلي مستوي أكبر من حالة المسافر الصيني. فأغلب رؤساء الدول يشترون تذكرة انتخابهم من شعوبهم لتكون مدخلاً لهم للاستفادة من كل امتيازات الرئاسة في استغلال شعوبهم واستنزاف موارد دولهم لمصلحتهم الشخصية ومصلحة أقاربهم والمقربين منهم. الفرق هو أنه بدلاً من المسارعة باستعادة التذكرة (الانتخابية) والاكتفاء بمدة رئاسية واحدة عندما تثور شعوبهم وتتشكك في مقدرتهم على تقديم ما ينفع الوطن والمواطن.. يقومون بهدم الدولة على رأس شعوبهم عملاً بمبدأ «أنا وبعدي الفوضى والخراب»! *** الأمثلة كثيرة، أبرزها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والرئيس السوري بشار الأسد. فهؤلاء الحكام واضرابهم هم وراء تنامي أغلب المعضلات الاجتماعية كالإرهاب، والإفلاس الاقتصادي، والبطالة، وانتشار الفساد. فهم يستخدمون موارد الدولة لتمكينهم في الحكم لأطول مدة، وسيطرة الجماعات المتنفذة (المقربون من الحاكم وأولاده وعائلته)، مع فقدان السبل النافعة لمعالجة الأزمات التي تعاني منها الدولة. نافذة: الشعوب هي من تصنع طواغيتها وليس الحكام هم من يتحولون إلى جبابرة، وصدق الله تعالي حين قال: (اذهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ) طه:43. nafezah@yahoo.com