تحول التاريخ في محافظة الخرج إلى أطلال، بعدما طالته يد التخريب والهدم، فيما غابت أي جهة يمكنها أن تحمي التراث والآثار التي تغنى بها الشعراء وظلت لسنوات طويلة معلما بارزا في المحافظة. ومع أن الخرج تعد من المحافظات القلائل التي تحتفظ بمقومات السياحة، إلا أن يد الإهمال وغض الطرف لازم كل الآثار، حتى أنه أصبح الزوار يستبيحون كل ما يجدونه، فيما هناك قلة لا تعرف قيمة ما تزوره لتبقى المعالم الأثرية أنقاضا. والمتتبع للآثار في الخرج سيجد مادة دسمة لما تحتويه من آثار متنوعة ولو نالت جزءا بسيطا من الاهتمام لأصبحت مقوما اساسيا من مقومات السياحة بالخرج، فبعضها تم ترميمه من قبل الجهات المعنية واصبح مكانا لاقامة بعض المهرجانات فيه، ولعل من أهمها قصر الملك عبدالعزيز التاريخي الواقع بحي العزيزية في قلب مدينة السيح وقد تم بناؤه عام 1359هـ بتصميم جميل وشكل يلفت نظر الزائر لوسط مدينة السيح، حيث يتكون من خمس وحدات متماثلة من حيث التصميم ومواد البناء وعدد الطوابق ويبلغ طول الوحدة 30م، وقد تم ترميم القصر مؤخرا، وهو يعد تحفة معمارية قديمة وهو من أهم البنايات القديمة بالمحافظة. لكن هذا القصر لا زال بعيدا للأسف عن الخارطة السياحية، رغم أهميته وما يشكله من تاريخ. وأوضح ناصر اليوسف أنه لو فتحت ابوابه للزائرين طوال العام والقاء النظرة على هذه التحفة لكان اجدى من فتحه فقط ايام المهرجانات، فالشخص الذي يريد يزوره يجده مغلقا فلو وضعت عليه حراسة تكون متواجدة طوال العام لكان اجدى، فعندما يرى اطفالنا هذا التراث وما كان عليه اجدادنا وكيف كانت حياتهم سابقا وما نعيشه الآن فهي ابلغ رسالة توصل لهم بأن هناك تطورا حضاريا وتنمية. كذلك من القصور التاريخية التي تزخر بها الخرج قصر أبو جفان، الواقع شرقي مدينة السيح، وقد بني في عهد الملك عبدالعزيز عام 1366هـ، وقد كان الغرض من بنائه ليكون استراحة للقادمين من المنطقة الشرقية واستراحة لحجاج بيت الله الحرام. ومن الآثار المتواجدة المدافن الاثرية أو «المقابر الركامية»، تقع في الجزء الغربي من مدينة السيح، على طريق الدلم السيح، تطل على عيون الخرج، يبلغ عددها قرابة 500 مدفن. ومن الاثار كذلك برج كوت الجهل، فهو يقع شرق شمال مركز السلمية، ومن بقايا سور قصر السلمية في موقعها الأول، يبلغ ارتفاع هذا البرج 28 مترا، وهو مخروطي الشكل. رمموا القلعة وقال الخبير التربوي عبدالعزيز بن سعد الجوير، إن برج الكوت هو احدى القلاع الثلاث لها أربعة ابراج ولم تبق منها إلا هذا البرج، وهو محاط بسور يتراوح طوله 60 مترا وعرضه متر وبداخل البرج غرف ومكان للضيافة كان يستخدم سابقا. وطالب الجوير باعادة ترميم القلعة واستغلال المساحة التي توجد حولها بإضافة خدمات تراثية مساندة تساهم في احياء تلك المنطقة الاثرية وترفع من القيمة التراثية بالسلمية. عيون مستباحة كما تعتبر العيون في محافظة الخرج من الاثار التي اشتهرت بها المحافظة، ويوجد بالمحافظة العديد من العيون، منها عين الضلع وعين سمحة وعين أم خيسة، وقد جفت المياه من بعض العيون وعلى الرغم من أنه يأتي اليها الكثير من الزوار ليستمتعوا بمشاهدة تلك العيون الا انها اصبحت خطرا على الأطفال والاسر وذلك بسبب تكسير الابواب الخارجية الموجودة حول العين وعدم وجود حراسة عليها، ولقد حدث فيها عدد من الوفيات داخل احدى العيون بالخرج، علما أن هناك سياجا حول هذه العيون ولكنه لم يف بالغرض المطلوب، وقد انشأت الجهات المعنية مظلات خارجية ولكن للاسف تلك المظلات بعضها أصابه التلف، لعدم اكتمال تطوير المشروع من قبل الجهات المعنية بالشكل المطلوب وتأخر الاعمال فيه. عدد من زوار تلك العيون تحدثوا عبر «عكاظ» عن النقص في الخدمات التي من المفتروض أن تكون موجودة. وقال خالد الحربي، بصراحة العيون التي توجد بالخرج تعتبر كنزا تراثيا فهي لها فترة من الزمن، فقد كانت المياه تغمرها ولكن مع الوقت جفت المياه منها بسبب سحب المياه من قبل المزارع القريبة منها، وكما تشاهد استبشرنا خيرا لما علمنا أن هيئة السياحة قد استلمت موقع العيون ولكن للاسف لم تتطور العيون بالشكل الذي تعبر عن أهمية هذا التراث، فقد قامت بوضع بوابات دون وجود حراسة مستمرة في الموقع، وانشأت بعض المباني ولكن للاسف لم تكتمل البنية الكاملة حول العيون ولو وفرت الخدمات حولها من مطاعم واماكن ترفيه لكانت العيون موقع جذب سياحي للزوار واصبحت رافدا اقتصاديا لها. أما صالح الشهري فقال زرت هذه العيون قديما عندما كان الماء بها والآن زرتها فوجدت أن المياه قد نضبت، متسائلا عن دور الجهات المعنية في تطوير الموقع والاستفادة منه بشكل افضل من الان، وقال سمعنا ان هناك حالات قد توفيت بالعين جراء السقوط فيها، مضيفا انه يجب أن يكون السور قويا جدا حتى لا يتم الدخول مباشرة إلى العين، وخاصة لو دخل اطفال إلى هذا الموقع فتشكل خطرا عليهم، مشيرا إلى أن الأبواب قد تكسرت والأخرى خلعت فلماذا لا يتم اصلاحها من قبل الجهات المختصة.