×
محافظة مكة المكرمة

“أمن طرق ينبع” يضبط مخدرات وحشيشاً ومركبات مطلوبة

صورة الخبر

د. حسن مدن انظر في عيني وأنت تكلمني، هذه عبارة قيلت لنا كثيراً عندما كنا أطفالاً، ومازال الآباء والأمهات يقولونها لأبنائهم. الهدف منها حث السامع على التركيز والانتباه، كأن العين في هذه الحال تصبح مركز التركيز. من وجهة نظر باحث أجنبي يدعى ج. ك. مارتان فأن تنظر إلى شخص معناه أن تبدي اهتمامك به، فالنظرة مثيرة للانتباه حين تكون القناة البصرية مفتوحة وتعمل كمحرض. ويقول هذا الباحث: إن حركة شعرة في العين (الحاجبان) تفعل ما لا تستطيع فعله ريشة فنان، فالوجه منطقة تواصل أساسية. وفي تفصيل أكثر، فإن النظر في العينين يعني النظر إلى الآخر في عمق أعماق روحه، وتغدو النظرة حينئذ علامة على الانجذاب أو الودّ والتعاطف. ومن أجل إقناعنا بما يذهب إليه، فإن هذا الباحث يسرد بعض الأقوال المأثورة التي تؤكد أهمية النظر بينها: كان ذلك ظاهراً للعيان، وبينما كان يشيح بنظراته في جهة أخرى، وفي لمح البصر أحس، وبعيد عن العين بعيد عن القلب. يقال إننا ننفق أكثر من 60٪ من الوقت في مشاهدة شخص غريب صادفناه، لكن زمن النظرات المتبادلة في هذا اللقاء لا يزيد على 30٪ من إجمالي الوقت الذي يستغرقه اللقاء، وعندما يتحدث شخص إلى آخر فإنه يصغي أكثر. السامع أو الذات المخاطبة تميل أثناء وجودها أمام مخاطب أعلى مقاماً إلى السمع أكثر مما تنظر إليه عند الكلام، وبالمقابل فإن الأعلى مقاماً ينظر أكثر عندما يتحدث مما ينظر عندما يسمع. وليست النظرة التي ننظر بها إلى الآخر عند اللقاء متشابهة عند أهل الثقافات المختلفة، يقال إننا، نحن العرب ومعنا سكان أمريكا الجنوبية وكذلك سكان جنوب أوروبا: اليونان وتركيا وإسبانيا وإيطاليا إلى حد ما، نميل إلى نظرات أكثر حدة بالقياس لنظرات الهنود والآسيويين عامة، وكذلك سكان أوروبا الشمالية. العرب بشكل خاص يعتبرون أنه من قلة الأدب، وحتى الوقاحة، أن تشيح بوجهك عن شخص تحدثه، رغم أن الحياء خصلة محببة لديهم، ومن علاماتها في التعاطي مع من هم أكبر منّا سناً أن نواري نظراتنا عنهم قدر المستطاع تعبيراً عن الاحترام، فإنه كلما كنا في الدائرة الأقرب من الأحبة والأصدقاء ومن نكنّ لهم مشاعر الودّ والدفء اضطلعت نظرة العين المصوبة نحو نظر من نحدثه بدور تعبيري لا تقوى عليه أبلغ التعبيرات. madanbahrain@gmail.com