أدى انتشار فحص الأجنة بالموجات الصوتيّة في الهند، إلى ملايين حالات الاجهاض بسبب إمكان أن يأتي المولود أنثى. بقول آخر، ترافق ذلك الفحص العلمي القليل التطور، مع مقتلة مستمرة بحق النساء، فكيف تكون الحال إذا عمّمت الفحوص الجينيّة؟ وغني عن القول أيضاً إن الذكور هم غالباً من يتخذون قرار الاجهاض، ما يعني أن العلم، في تلك الحال، ضرب في قلب الأمومة ومفاهيمها، مع الإشارة إلى أن اليد الضاربة فعليّاً هي المجتمع وثقافته وتراتبيّاته وتسلّطاته وغيرها. وفي سياق مشابه، يمكن الاشارة أيضاً إلى مكامن الخطورة في مسار التقدم في التقنيّات الإنجابيّة راهناً. وبالاستعادة، فعندما استولِدت النعجة «دوللي» بالاستنساخ اللاجنسي، صارت الوليدة نوعاً من «الأخت التوأم» لأمها، كما أنها صورة شبه مكررة عنها! لو جرى نقل الاستنتساخ إلى البشر، فأي مفهوم للأمومة يمكن صوغه لتلك العلاقة الغرائبيّة؟ وفي مثال آخر، يمكن الإشارة إلى عمليات صارت راسخة في السنوات الأخيرة، قوامها نقل بويضة ملقّحة (وهي الخطوة الأولى في تكوّن الجنين) من أنثى إلى أمها، عندما تكون الأبنة في وضع لا يستطيع رحمها فيه اتمام الحمل. كيف تكون العلاقة بين الجدّة والحفيد الذي حملته مع أنها ليست مصدراً للبويضة، بمعنى أنها ليست أمّه في المعنى البيولوجي الإنجابي أيضاً؟ أي التباس كبير في المفاهيم تحمله مثل تلك الممارسات؟ وفي المسار نفسه، يفتح تجميد الأجنّة، بمعنى البويضات المُلقّحة، أفقاً لـ»منحها» لمن يرغب، ما يحوّل الأمومة إلى سوق عبودية هائل ينام في الثلاجات الباردة التي تحفظ فيها الأجنّة! ماذا عن «الوجه الآخر» لبحوث خلايا المنشأ التي تقدر على إعطاء أنسجة وأعضاء لتحلّ بدل ما يتلف. ماذا لو حملت إحداهن (طوعاً أو كرهاً) بهدف الحصول على نسيج نادر لإنقاذ طفلها، ثم انتفت الحاجة إلى تلك الخلايا، واستُكْمِل الحمل؟ كيف سينظر ذلك الوليد إلى نفسه ووالديه مستقبلاً؟ كيف يمكن وصف علاقة الأمومة عندما تنظر الأنثى إلى جنينها كأنه «مخزن» لقطع غيار بشرية؟ الأرجح أن هناك ما يجب نقاشه بتعمّق في تلك الأمور التي تمر يومياً في صفحات الجرائد، ولا يرافقها سوى مجرد التهليل بالانجاز العلمي، أو الاكتفاء بالذهول به.