×
محافظة المنطقة الشرقية

الهلاليون ينصبون وجه السعد اليوم

صورة الخبر

اربع او خمس سنوات لا تعني شيئا في عمر نضال الشعوب من اجل نيل حريتها وكرامتها، ومقتل مئات الآلاف من شعبها وتشريد الملايين هي ضريبة لا مفر منها على الرغم من قساوتها والآلام النفسية التي تسببها. لقد عشنا فترة النضال في سورية وتداعياته الكبيرة على ذلك الشعب المسكين الذي خرج لنيل حريته وكرامته في وجه نظام دموي يعيش في غير عصره، فكان مصيره القتل والتهجير وهدم منازله على رؤوس ساكنيها، وبدلا من ان ينصره العالم ويلبي مطالبه فقد ووجه بالتآمر والرفض من اصحاب المصالح والاهداف الخبيثة. ومرت اربع سنوات مخيفة اعتقدنا بأنها ستكون النهاية بعدما تشرد نصف السكان الى الخارج وتم هدم نصف منازلهم وقتل مئات الآلاف منهم، واثبت الشرق والغرب تخاذلهم ورفضهم تلبية مطالبهم، وجاء المرتزقة من كل مكان تملؤهم الاحقاد الشخصية والضغائن ليفرغوها في صدور اولئك الذين قاموا من اجل تحرير بلادهم وغلفوها بشعارات طائفية مقيتة من اجل نصرة الظالمين. بل وقامت الدول الغربية باستصدار قوائم طويلة بأسماء من سمتهم بالارهابيين وضمت اليها جميع المنظمات الخيرية الاسلامية وطالبت بالحجر على اموالهم ومطاردتهم ! بعد ان دخلت الثورة السورية عامها الخامس وسط تشاؤم دولي من امكانية تحقيق النصر، لكن الله تعالى كان يهيئ الاسباب لانتصار المظلوم على الظالم، وما هي إلا اشهر قليلة حتى شاهدنا الكفة ترجح لصالح الشعب السوري والهزائم تتوالى على جيوش النظام السوري الجبار، والاكفان ترجع الى بلدانها لتحمل معاني الصمود والتضحية التي يبذلها الابطال في سورية ورفضهم للهوان! وبدأ العالم الذي كان يتحدث عن انصاف الحلول وامكانية بقاء الاسد يغير من لهجته ويقبل بالامر الواقع ويعد العدة للسقوط المدوي لذلك النظام قريبا باذن الله! ملامح النصر وشيكة في الوقت الذي يعد فيه العالم عدته لعقد مؤتمر جنيف الثالث لمناقشة الاوضاع في سورية، فإن السعودية ودول الخليج تعد بالتعاون مع تركيا لعقد مؤتمر الرياض بعد عيد الفطر والذي يضم ممثلين عن الفصائل العسكرية الفاعلة وناشطي المجتمع المدني، والهدف من المؤتمر هو توحيد الجهود المبذولة من جميع المشاركين من اجل توحيد صفوف المقاومة ورص صفوفها، وايجاد البديل للنظام السوري الذي بدأ بالتهاوي تحت ضربات المقاتلين الموجعة. ويبدو بأن العالم اليوم قد بدأ يتفهم دوافع ذلك التغيير ويدفع باتجاهه، فقد ادركت الولايات المتحدة واوروبا بأن اصرارها على تنفيذ رغبة الكيان الصهيوني في تدمير سورية وابقاء الحرب فيها مشتعلة قد اخرج لها جيلا من العفاريت التي بدأت تشكل خطرا عليها وتستهدف مجتمعاتها وتغرقها بالمهاجرين والمتطرفين، اما روسيا التي تعلقت بالنظام السوري ودافعت عنه من اجل مصالحها فقد ايقنت بأنه لا جدوى من الوقوف مع جثة ميتة لا امل بالحياة فيها. يبقى ايران وابنها الوفي «حزب الله» فقد دافعوا وما زالوا يدافعون بكل قوة، لكن حجم الخسائر التي لحقت بهم قد ارغمتهم على الاستسلام رغما عنهم، ونتوقع أن يرتد عليهم تآمرهم في القريب العاجل باذن الله، فالشعب اللبناني قد وصل به الضيق الى درجة غير مسبوقة ولن يستمر بالصمت الى ما لا نهاية، اما الشعب الايراني المضطهد فقد استحمل قيادته على مضض لا سيما وهي تمنيه بقيام الامبراطورية الفارسية العظيمة واحتلال المدن العربية، ثم هو يشاهد تلك الاحلام الفارسية تتهاوى امام عينه، والغرب يقيدها باتفاقيات مذلة، ولم يبق امامه الا الفقر الذي يجده بين عينيه ماثلا! د. وائل الحساوي