×
محافظة المنطقة الشرقية

لاعبو الأخضر يبدأون معسكر الدمام بتمارين استرجاعية

صورة الخبر

أضحت الإنترنت ومواقع شبكات التواصُل الاجتماعي، كـ «فايسبوك» و «يوتيوب»، وبرامج الاتصالات الشخصيّة المرئية- المسموعة، كـ «سكايب»، جزءاً من الأدوات الأساسيّة في الحياة اليوميّة للناشِطين السوريّين والمواطنين العاديين على حد سواء، إذ تمثّل منابر إعلامية ينشرون عبرها أخبار ما يحدث في سوريّة فعليّاً، في ظل منع نِظام بشار الأسد وسائل الإعلام المستقلّة من العمل في سوريّة. وكذلك تؤدي الإنترنت ومواقعها وبرامجها، دوراً محورياً في التواصُل بين السوريّين والتنسيق في ما بينهم، في ظل قمع وحشي من النظام لحرية التعبير والتجمع. ومنذ زمن بعيد، يُراقب نِظام الأسد خدمات الإنترنت والاتصالات، بل يُحكم قبضته عليها. ويعمد النظام إلى مراقبة نشاطات مستخدمي هذه التقينات من المواطنين والناشِطين السياسيين بهدف الإيقاع بهم والحدّ من نشاطهم. كذلك يعمد النظام إلى استخدام الهجمات «الخبيثة» لاختراق حسابات الناشطين وشبكاتهم، تمهيداً لاعتقالهم. وبناء على هذا الوقائع، فكّر شُبّان سوريون متخصّصون في المعلوماتية بمشروع يساعد السوريين على التواصُل بشكل آمن بعيداً عن آلة القمع والرقابة ووضعوا مشروعاً للأمن الرقمي في سورية حمل اسم «سلامتك» SalamaTech. في هذا السياق، يذكر أن شاباً لبنانياً يتخصّص في المعلوماتيّة في الولايات المتحدة، هو كريم قبيسي، وضع برنامجاً للتحادث الآمن عبر الإنترنت (انظر «الحياة» في 12 آب - أغسطس 2012).   انقطاع وتواصل في لقاء مع «الحياة»، تحدّث الشاب باسل مطر، وهو من فريق المشروع، عن هذا العمل فقال: «تصاعد اهتمام السوريّين بالإنترنت وحاجتهم لتقنيات المعلوماتيّة والاتصالات بعد قيام الثورة في ربيع العام 2011. وقد رأينا نظام الأسد يستخدم الإنترنت والاتصالات كسلاح في قمع الثورة منذ كانت سلمية، إذ عمد إلى قطع هذه الخدمة كليّاً عن مناطق الثورة لمنع الناس من معرفة ما يحدث، ومنع الناشطين من التنسيق في نقل وقائع الثورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كموقع «بامبيوزر» للبث الشبكي المباشر أو «يوتيوب» لأشرطة الفيديو أو «فايسبوك»الذي شكل المنبر الأهم بالنسبة إلى الثورة. كذلك نشأت مجموعات من مخترقي نُظُم الكومبيوتر -»هاكرز»- موالية للنظام، فنشطت في حرب إلكترونيّة شرسة ضد السوريين ووسائل الإعلام التي تنتقد النظام. ومن هذه المجموعات، «الجيش السوري الإلكتروني» المعروف بموالاته للنظام. لذلك أنشأنا مشروع «سلامتك» عبر مؤسسة «سيكديف» SecDev Foundation الكندية التي تدير المشروع، وهي مؤسسة تعمل في مجال دعم حرية الاتصال والمعلومات. وتركز المؤسسة على دور هذه الحُريات في تعزيز التنمية، والحد من العُنف في مناطق النزاع. وطوّرت المؤسسة هذا المشروع بناءً على تلمّسها للحاجة لهذه الخدمات في ظل تعرض السوريين للرقابة والملاحقة في سياق استخدامهم لوسائل الاتصالات والإنترنت. وعُرِض المشروع على جهات مانحة في شمال أميركا، فحصل على تمويل من جهات عدة». ووصف مطر مؤسسي المشروع بأنهم فريق متنوع يضمّ تقنيين وإداريين وباحثين. وقال: «نعمل بشكل متناغم لتحديد حاجات السوريّين في الأمن الرقمي، عبر التعرّف على التحديات التي يواجهونها» . وأشار إلى وجود تقنيين في الفريق، إضافة إلى أفراد مهتمين بالتواصل مع السوريّين والمجموعات المدنيّة الناشئة».   تدفق المعلومات وتجنّب الحجب كذلك أوضح مطر أن المشروع يهدف إلى تسهيل تدفّق المعلومات في سورية وداخلها، ما يتماشى مع ميثاق حقوق الإنسان، الذي يشدّد على حرية التعبير وتبادل المعلومات. وقال: «حرية الاتصال وتدفق المعلومات ونشرها وتبادلها والوصول إليها هي حقوق أساسية تكفلها تشريعات متعدّدة. نحن نعمل بشكل محدّد على ضمان السلامة الرقمية لمستخدمي تقنيات الاتصالات والمعلوماتية. نحن نركّز أيضاً على احترام خصوصية المستخدم، ونعمل وفقاً للقوانين الكندية المتعلّقة بهذا الأمر. لكننا نلاحظ أيضاً على ما يجري في الحرب الافتراضية السورية المُستعرة منذ ما يزيد على عامين. ولا ندعم أي مجموعة «هاكرز»، بل نتوجّه إلى مستخدمي تكنولوجيا المعلومات لنساعدهم على تخطي المخاطِر التي ربما تعرّضوا لها بسبب استخدامهم هذه التقينات في سياق نشاطاتهم. وننشر معلومات ومعارف بشكل مُبَسّط على موقعنا على الإنترنت وصفحتنا على «فايسبوك»، ونقدم للجمهور أدوات وتقنيّات تساعدهم في التواصل الإلكتروني. عملنا على تطوير تقنيّات تتلاءم مع الوضع السوري. هناك تقنيات معروفة للأمن الرقمي، فنعمل على لفت نظر الجمهور إليها ونعرّفهم بطُرُق استعمالها. وعملنا على تدريب عدد من المؤسسات والناشِطين في المجال الإنساني على أساسيّات السلامة الرقمية في سورية». وشرح مطر أن خدمات الأمن الرقمي التي قدّمها فريقه تضمّنت تطوير شبكة افتراضية خاصة تقدّم مجاناً للسوريّين، تتمثّل في برنامج صغير وبسيط يُمَكّن من الاتصال بالإنترنت عبر خوادم («سيرفر») خارج سورية، لتجنب الرقابة والحجب الذي تفرضه السلطات السورية. وبيّن أن الفريق وضع دليلاً للسلامة الرقمية يتميّز بالبساطة والاختصار، كما يتضمّن كثيراً من الموضوعات المهمة التي يُعتَقَد أنها تهمّ السوريين. ولفت إلى أن الفريق يدعم ناشِطين ومُستخدمين عاديين أيضاً، عبر إرشادِهَم إلى حلّ المشكلات التقنيّة التي يتعرضون لها، كاختراق الحسابات، التي يعمل الفريق على استعادتها عبر علاقاته مع شركات كبرى في المعلوماتية والاتصالات، كـ «فايسبوك» و «غوغل» و «مايكروسوفت». وأشار إلى أن الفريق يُعالِج أيضاً مسألة إصابة الحواسيب بالبرمجيات الخبيثة، ويجيب عن الاستفسارات المُقدّمة من الجمهور بطريقة تُمكّن صاحب المشكلة من الوصول إلى حل مناسب. ولفت مطر أيضاً إلى أن الفريق عينه يعمل على وضع خريطة لأوضاع الإنترنت والاتصالات في سورية. وقال: «نُنسق مع بعض مزوّدي التكنولوجيا، مثل شركة «سايفون3»، وهو برنامج لتجنّب الرقابة، و «تور»، وهو برنامج مشابه له. وننشر هذه التقنيات بين أوساط السوريين. وعملنا على تدريب عدد من ناشطي مجموعات الإغاثة على أساسيات التواصُل الآمن. ولدينا أيضاً منشورات مُبَسّطة حول السلامة الرقمية نعمل على طباعتها وتوزيعها في الداخل، حسبما تتيح الظروف. إضافة إلى ذلك، لدينا شراكات إعلامية مع بعض المجموعات، ما ساعدنا في بثّ نصائح رقميّة عبر راديو «بلدنا» يومياً. وننشر مقالات دوريّة عن هذا الموضوع في صحف المعارَضة السورية، كـ «طلِعنا عالحرية» و «أوكسيجين»، بهدف الوصول إلى إعداد كبيرة من السوريين وتقديم المعلومات الصحيحة لهم عن السلامة الرقمية».   مشاكل نشر المحتوى تحدّث مطر أيضاً عن النصائح التي يراها مهمة للشباب الذين أصبح الإنترنت ونشاطات الـ «هاكرز» من أبرز اهتماماتهم اليومية، وقال: «أنصح الجميع باتخاذ احتياطات متنوّعة للحفاظ على خصوصيتهم وبياناتهم ومعلوماتهم، وكذلك بهدف احترام خصوصية الآخرين ومعلوماتهم وبياناتهم. من خلال عملنا في مشروع «سلامتك»، لمسنا استهتاراً ملحوظاً بهذه الأمور، إذ ما زال كثير من السوريّين يقع ضحية للرقابة ومحاولات الاختراق، وهي أمور قد تكلف الإنسان حياته في سورية. وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يجري الكشف عن معلومات تعرّض آخرين للخطر. يتبادل كثير من السوريّين معلومات حساسة مع سوريين آخرين، ما يعني أن اختراق حساب ما يؤدي إلى كشف هويات من تبادلوا المعلومات معه. كذلـك فإن احترام قواعد اسـتخدام وسـائل التواصُـل الاجتماعـي والابتـعاد عن نشر المحتوى الذي يـخالفهـا، يـؤدّي إلـى حماية صفحات الثورة السوريّة ومـواقـعها، كما يحميها من الإغلاق. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت حالات كثيرة عمدت فيها إدارة شركة «فايـسبوك» إلـى إغلاق صفحات مهمة للثورة السوريّة، بسـبب مُخـالَفات من هذا النوع».