×
محافظة مكة المكرمة

«الادعاء العام» يستجوب مواطناً تحرش بطفلة ... وحاول اغتصابها

صورة الخبر

أحمد محمد (القاهرة) كان عثمان بن طلحة الحجبي، من بني عبدالدار، سادن الكعبة، فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح، أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح، فطلب رسول الله المفتاح، فقيل: إنه مع عثمان، فطلب منه فأبى، وقال لو علمت أنه رسول الله لما منعته المفتاح، فلوى علي بن أبي طالب يده وأخذ منه المفتاح وفتح الباب، فدخل الرسول البيت وصلى ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع له بين السقاية والسدانة فأنزل الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً)، «سورة النساء: الآية 58»، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه، ففعل علي، فقال له عثمان يا علي أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق فقال لقد أنزل الله تعالى في شأنك، وقرأ عليه هذه الآية، فقال عثمان أشهد أن محمداً رسول الله، وأسلم، فجاء جبريل عليه السلام، فقال ما دام هذا البيت فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان وقال النبي: «خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله لا ينزعها منكم إلا ظالم». حقوق الله قال ابن كثير، يخبر تعالى أنه يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها، وهذا يعم جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، من حقوق الله عز وجل على عباده، من الصلوات والزكوات، والكفارات والنذور والصيام، وغير ذلك، مما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه العباد، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع بينة على ذلك، فأمر الله عز وجل بأدائها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه يوم القيامة، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء»، وسواء كانت نزلت في ذلك أو لا فحكمها عام.وقال ابن مسعود: إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة، يؤتى بالرجل يوم القيامة وإن كان قد قتل في سبيل الله فيقال أد أمانتك فيقول وأنى أؤديها وقد ذهبت الدنيا فتمثل له الأمانة في قعر جهنم، فيهوي إليها فيحملها على عاتقه فتنزل عن عاتقه، فيهوي على أثرها أبد الآبدين. مفتاح الكعبة وقال الطبري اختلف أهل التأويل فيمن عني بهذه الآية، فقال بعضهم عني بها ولاة أمور المسلمين وقال آخرون الذي خوطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في مفتاح الكعبة، أمر برده لعثمان بن طلحة وأولى الأقوال بالصواب في ذلك عندي قول من قال هو خطاب من الله ولاة أمور المسلمين بأداء الأمانة إلى من ولوا أمره في فيئهم وحقوقهم، وما ائتمنوا عليه من أمورهم، وبالعدل بينهم في القضية، والقسم بينهم بالسوية والأمانات هي الفيء، والصدقات التي استأمنهم على جمعها وقسمها وأما أن هذه الآية نزلت في عثمان بن طلحة فإنه جائز.وقال أثير الدين الأندلسي في «البحر المحيط» ومناسبة هذه الآية لما قبلها هو أنه تعالى لما ذكر وعد المؤمنين، وعمل الصالحات، نبه على هذين العملين اللذين من اتصف بهما كان أحرى أن يتصف بغيرهما من الأعمال الصالحة فأحدهما ما يختص به الإنسان فيما بينه وبين غيره، وهو أداء الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، والثاني ما يكون بين اثنين من الفصل بينهما بالحكم العدل، وهو من الأعمال العظيمة التي أمر الله بها رسله وأنبياءه والمؤمنين.