بعد محاولات عدة قامت بها مدينة ملقا في جنوب إسبانيا، لترسيخ موقعها مركزاً للفنون، من خلال علاقتها برسامها الشهير بيكاسو، أخذت الطموحات الثقافية لهذه المدينة بعداً آخر، أخيراً، مع افتتاح متحفين مرموقين أول فروعهما فيها، وهما: مركز بومبيدو في باريس، والمتحف الروسي الحكومي في سانت بطرسبورغ. توقعات ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في تقرير نشرته أخيراً، توقعات مجلس بلدية ملقا الذي يرزح تحت ديون بقيمة 600 مليون جنية استرليني، وصول 250 ألف زائر إلى فرع مركز بومبيدو العام المقبل، ونحو 150 ألفاً إلى فرع المتحف الروسي الجديد، وأن يعطي المتحفان دفعة كبيرة لقطاع السياحة بالمدينة، ولو أن التأثير لن يكون جذرياً كتأثير افتتاح متحف غوغنهايم على مدينة بيلباو في إقليم الباسك في عام 1997. والمدينة المعروفة بشواطئها وسفنها السياحية كانت قد أضافت مؤسستين ثقافيتين مهمتين عام 2003، هما متحف بيكاسو ومركز الفنون المعاصرة، كما أقنع حاكم المدينة البارونة كارمن ثايسون - بورنيميزا في عام 2011، بنقل جزء من مجموعة لوحاتها لرسامين إسبان من القرن التاسع عشر، إلى قصر في المدينة، على مسافة قصيرة من متحف بيكاسو. ورأى مدير مركز الفنون المعاصرة فرناندو فرانسيس، أن ملقا بفضل هذين المتحفينستنضم الآن إلى مجموعة مختارة من المدن التي تقدم برنامجاً فنياً متكاملاً، من القرن السابع عشر إلى المعاصر. 10 سنوات سيقام فرع المتحف الروسي في مصنع سابق للتبغ كان قد تم تحويله إلى متحف للسيارات. وينص الاتفاق المبدئي مع المتحف على البقاء مدة 10 سنوات مع احتمال التجديد، وكان هذا المتحف الذي لا علاقة له بالأرميتاج، قد أرسل 100 عمل على أساس قرض دائم، بما في ذلك لوحة الإمبراطورة كاترين الثانية لديمتري ليفتسكي، ولوحة المرآة لمارك شاغال والرأس لكازيمير ماليفيتش. أما الاتفاق مع مركز بومبيدو فيمتد إلى خمس سنوات. وسيحتل المتحف مبنى مكعب الشكل بجانب الميناء، مدعماً بمجموعة من 90 عملاً مأخوذاً من مجموعة الفنون المعاصرة لبومبيدو، بما في ذلك قبعة من الأزهار لبيكاسو، وأعمالاً لفرانسيس بايكون وفريدة خالو وفرناند ليجيه. وأخذاً في الاعتبار حجم المجموعة المعروضة للمتحف، قال رئيس مركز بومبيدو آلان سيبان: عرضها يعطي مزيداً من البروز للمؤسسة، ويولد إيرادات بدلاً من تكاليف، ويؤمن لنا رافعة لتطوير شبكة عالمية من المواقع المؤقتة. وتريد ملقا أن تضمن إيرادات من استضافة متاحف أجنبية. ومجلس البلدية خصص 4.2 ملايين جنيه استرليني في ميزانية 2015 لتغطية تكاليف بومبيدو، و3.7 ملايين جنيه استرليني للمتحف الروسي. ويؤمل أن يجري تعويض بعض من تلك التكاليف من رعاية الشركات أو إيرادات تذاكر الدخول للمتحفين. جدل كانت أزمة العقارات في 2008 قد تركت إسبانيا بمتاحف ومراكز فنون غير مكتملة البناء، والمشروعان أثارا جدلاً سياسياً حول أولويات الإنفاق، لكن حاكم ملقا قال: مشروعاتنا الآن قائمة على نموذج مختلف من الذي أغرق إسبانيا في الأزمة، حيث الاعتماد في المدينة سيكون في المعظم على عمارة قائمة بدلاً من عمارة سيتم بناؤها.