بكى عاملون في التلفزيون الحكومي اليوناني «إي ار تي» وتعانقوا أمس عقب عودة البث للمرة الأولى خلال عامين منذ إغلاق القناة بموجب واحد من أقسى اجراءات التقشف للحكومة السابقة. رئيس الوزراء اليساري ألكسيس تسيبراس - الذي يسابق الوقت للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصندق النقد الدولي للحصول على أموال مقابل اجراء اصلاحات - وصف إغلاق التلفزيون بأنه «جرح كبير» حدث جراء خطة انقاذ اقتصاد اليونان. وجعل من اعادة تشغيله احدى أولوياته في إطار محاولات التراجع عن خفض الانفاق الذي يطالب به المقرضون. وفي الساعات الأولى من صباح امس التف العاملون حول شاشات التلفزيون والدموع في أعينهم عندما كان يستعد المذيعون لتقديم أول برنامج حواري صباحي. وعرضت القناة صوراً لبعض أشهر معالم اليونان بينما كان النشيد الوطني يعزف. وقال المذيع نيكوس أجيليديس في مستهل البرنامج: «إنه يوم مميز لجميع اليونانيين... لمن يحبون اليونان وهؤلاء الذين يحبون الحرية والإعلام». وأضافت المذيعة المشاركة في تقديم البرنامج فاسيليكي هاينا بصوت مرتعش: «إنه يوم خاص لنا... يوم صعب». وكتب على الشريط الإخباري أسفل الشاشة «عودة إي.ار.تي بعد عامين من إغلاقها». واستبدلت بقناة «إي آر تي» التي تبلغ تكلفة تشغيلها 300 مليون يورو سنوياً قناة محدودة حملت اسم «إن إي ار آي تي»، ومن المتوقع ان تدمج في «إي ار تي». واعتلى العمال قمة مقر القناة التلفزيونية في وقت سابق من هذا الاسبوع لإزالة حرفي «إن» و «آي» من شعار القناة. ووصف حزب سيريزا الذي ينتمي اليه تسيبراس اعادة افتتاح القناة بأنه «انتصار عظيم للديموقراطية». وأثار إغلاق القناة في 11 حزيران (يونيو) 2013 بعد قطع الارسال عن مذيعي الأخبار موجة من الاحتجاجات دفعت الآلاف للنزول الى الشوارع وأدى إلى انسحاب شريك من التحالف الحكومي انذاك.