السمنة هي زيادة وزن الجسم عن حدّه الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم، وقد أصبحت السمنة إحدى السمات التي يتصف بها أفراد مجتمعنا، حيث أفاد أحد المختصين مؤخرًا بأن نسبة السمنة في المملكة ارتفعت إلى 48% في العام الحالي بعد أن كانت 37% خلال السنوات الخمس الماضية. من الناس من يرى بأن التعامل مع السمنة أشبه ما يكون بالمعركة التي كثيرًا ما يتجاهلها البعض، ولا يلتفت إليها في بداياتها، فينظر إليها بأنها تؤثر فقط على المنظر العام لجسم الإنسان، فلا يهتم بها لأن السمنة لا تحدث فجأة، بل تأتي تدريجيًّا، وكثير من الناس يتهاون في أخذ الاحتياطات اللازمة لوقف هذه الزيادة، وبعضهم يعتقد بأن زيادة الوزن أمر لا خطورة منه، والبعض الآخر يجد نفسه ضعيفًا أمام الأكل والشرب، كما أنه ضعيف أمام ممارسة الرياضة والحركة والقيام ببعض التمارين، كما أن البعض قد يكون لديه خلل في بعض الغدد ممّا يساعد في سرعة ظهور السمنة، والبعض الآخر قد يزيد وزنه بسبب حالته النفسية. من يتهاون في أمر السمنة قد لا يعلم بأنها قد تُسبِّب إرهاقًا للقلب والرئة وتصلب الشرايين، إضافة إلى وجود علاقة بينها وبين مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والروماتيزم والتهاب المفاصل وغيرها من المشكلات الأخرى التي لو حرص الإنسان على مراقبة هذه الزيادة في بداياتها لاستطاع حسم المعركة، والانتصار على زيادة الوزن منذ البداية بدلاً من الهزيمة والتقهقر بعد الوصول إلى مرحلة السمنة. لكي تنتصر في هذه المعركة الشرسة، وتقلل من وزنك، يجب أن تبقى دائمًا حذرًا، وأن تراقب طعامك نوعًا وكمًّا، وأن تحرص على مزاولة الأنشطة الرياضية والحركة ولو من خلال المشي، وأن لا تتهاون عند زيادة وزنك بعض الكيلوجرامات فكل كيلوجرام يزداد يعني أنك يجب أن تبذل طاقة وجهدًا أكبر لخسارته مستقبلاً فإذا ما زاد وزنك عدة كيلوجرامات أخرى دون انتباه ويقظة منك، فهذا يعني أنك قد تصل إلى مستوى يحتاج منك إلى بذل طاقة وجهد ووقت قد لا تملكهما لخسارة تلك الزيادة من الوزن، فقد تنتصر في تلك المعركة وقد تخسر. Ibrahim.badawood@gmail.com