... في تطور لافت غير مسبوق، دارت قبل ظهر أمس، اشتباكات بين «حزب الله» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للمرة الأولى، كان مسرحها تلال القاع - رأس بعلبك على حدود لبنان الشرقية مع سورية، واستمرت ساعات عدة. وشكّلت المواجهة التي اندلعت عقب هجوم «داعش» على الحزب، بين هاتيْن القوتيْن العقائديتيْن، التطور الأول من نوعه، سواء في سورية أو على الحدود مع لبنان، إذْ لم يسبق أن حصلت مواجهات بين الجانبين منذ إعلان الأخير «الخلافة» في الاول من رمضان من العام الماضي. وعلمت «الراي» أن التنظيم «شنّ هجمات على تلال النعيمات وجراجير وقارة من خلال المواقع التي يحتلها في جرود القاع ورأس بعلبك، فحصل اشتباك مسلّح في قرنة المسبحة ووادي الحريق وخربة داوود ووادي الخير، وجميعها مناطق تحمي القاع من الجهة الغربية». وتوقفت دوائر متابعة امام هذا التطور النوعي، لافتة الى انه «حتى أمس، كان (داعش) يضرب (جبهة النصرة) من الخلف اثناء قتالها الحزب في جرود عرسال». ورغم التعايش الذي ساد لفترة طويلة بين «النصرة» و«داعش»، فإن هذا الامر انتكس حين أعلن التنظيم الحرب على الجبهة و«جيش الفتح» و«حركة أحرار الشام» في ريف حلب الشمالي، حيث يحاول «داعش» الالتفاف شرق مدينة مارع لضرب منطقة تل رفعت بهدف الوصول الى معبر السلامة مع تركيا ومدينة إعزاز. وقال خبراء في الشؤون الميدانية إن «التنظيم الذي فتح الجبهة الشمالية، عمد أيضاً الى فتح جبهة القلمون، لكنه فوجئ بآلاف عدة من القوات الجبلية التابعة للوحدات الخاصة من (حزب الله) التي قررت الاندفاع بقوة في جرود عرسال وجبال القلمون لتأمين خط لوجستي - أمني وحماية سلسلة الجبال الشرقية اللبنانية - السورية وطريق إمداد المقاومة من اللاذقية مروراً بطرطوس وتلكلخ، فالقصير وصولاً الى الزبداني في ظل تدفق قوات (متعددة الجنسية) من خط الممانعة، قَدِمت من إيران لحماية المكتسبات والمدن التي يسيطر عليها النظام السوري، ولوقْف تقدم القوات المعادية له، حتى بلغ تعداد هذه القوات نحو 11 ألف مقاتل من بلدان عدة». ولفتت مصادر على بيّنة من مجريات الصراع الدائر على الحدود اللبنانية - السورية، الى أن «(حزب الله) يتكفّل وحده بجبهة القلمون لتكون له لقاءات أخرى مع (داعش) في مناطق عدة كشمال شرقي حلب وسواها، وتبعاً لخط سير التنظيم». وقال مراقبون لـ «الراي» إن «عاملاً جديداً دخل على خط المواجهة في سورية، اذْ قام طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة بقصف خطوط المواجهة في مدينة (صوران اعزاز) في ريف حلب الشمالي، حيث يتجابه (داعش) مع (النصرة) و(أحرار الشام) و(جيش الفتح) لتختلط الاوراق من جديد في ملعب النار السوري، عبر تقديم طائرات التحالف دعماً لإسلاميين للمرة الأولى منذ انهيار القوات السوفياتية التي انسحبت من افغانستان».