حادث مروري كاد يودي بحياة ثلاثة أشخاص في أحد شوارع جدة في الأيام الأولى لشهر رمضان، بسبب تجاوز قائد مركبة للإشارة المرورية قبل المغرب بلحظات، ما أدى إلى اصطدامه بسيارة أخرى تسير في عكس الاتجاه، المنظر كان مؤلما في بداية الوقت، وتحول الألم إلى تساؤل حول أسباب اختراق السائق للأنظمة المرورية، من أجل اللحاق بوجبة الإفطار. فمنذ دخول الشهر المبارك تبدو ظاهرة سلبية في معظم الشوارع والطرقات، وهو سباق اللحظات الأخيرة التي تسبق أذان المغرب من قبل قائدي المركبات. وللأسف أرى أن تصرفات بعض السائقين تؤثر على روحانية الصوم والشهر المبارك، عندما يتسابق أصحاب المركبات في الدقائق الأخيرة قبل المغرب سعيا للحاق بتناول وجبة الإفطار، ضاربين بسلامتهم وسلامة الآخرين عرض الحائط. والسؤال الملح الذي يطرح نفسه، هل يجوز أن نتجاوز القواعد والأنظمة التي تتعلق بسلامتنا وسلامة الآخرين من أجل إتمام فريضة الصوم وتنفيذا لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام «‏ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور»، حيث يرى البعض أن المجازفة بحياتهم وحياة الآخرين، أمرا هينا ومقبولا من أجل تحقيق مبدأ التعجل بالفطور، وللأسف هذا اعتقاد خاطئ، وهو ما يجب أن تتكاتف الجهات الشرعية والمدنية والأمنية بالتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، من خلال التوعية والنصح. أحمد الخالد - جدة