تم ابتعاث د. أبو الريش إلى بلد الفرنجة ليتعلم ويفيد وطنه، عمل بجد، كافح وثابر، كان نموذجاً جيداً للطبيب السعودي المبتعث، أمضى الساعات ليلاً ونهاراً في العيادات وخدمة المرضى في المستشفيات، عرض عليه الفرنجة أن يمكث بينهم ووفروا له كل سبل النجاح، فأجابهم وطني الحبيب وهل أحب سواه. عاد لأرض الوطن محملاً بعديد من الأفكار والمقترحات لتحسين الوضع الصحي بساق الغراب، في البداية تم وضعه في أكثر من تسع عشرة لجنة ووضع ضمن مهامه الإشراف على بعض الأقسام وقيادة التوعية والتمريض وبعض الجوانب الصيدلية، ومهام إدارية أخرى، بعد بضعة أسابيع وجد نفسه في وادٍ والطب في وادٍ، اعتذر وعاد لمهنته ومرضاه. شارك أحد زملاء الدراسة في مأدبة عشاء، ذهل من منزله الفخم وسيارته الفارهة، سأله ألم توحد الرواتب فمن أين لك هذا وأنا وأنت زملاء فقر ودراسة؟ فرد الزميل عليك بالخاص، أجاب أبو الريش لكن القانون يمنع! ناوله الزميل قائمة بمراكز يمكنه التعاون معها بأمان! بدأ أبو الريش بعيادة مسائية «ذهل في البداية عندما وجد كثيراً من الأطباء الغرابيين سبقوه»، العائد المادي كان مغرياً، اضطره إلى ترك عيادة بعد الظهر معتمداً على الطبيب المقيم والجوال، زاد طعم الدراهم حلاوة مما اضطره إلى حضور الاجتماع الصباحي أحياناً بساق الغراب والتوجه لغرفة العمليات ثم العيادات بالخاص «عدة مراكز». نصحه أحدهم بالتفرغ للخاص فأجابه ضاحكاً وهل من المعقول أن أترك ضماناً اجتماعياً شهرياً مقطوعاً؟