الكويت أول من عانى الإرهاب، ولكننا بفضل من الله ثم حبنا لبلدنا، والالتفاف حول قيادتنا، والتمسك بالوحدة الوطنية وإنكار تلك الأفعال والتبرؤ ممن قام بها، استطعنا تجاوزها والنجاة من الفتنة، وبهذه الأسلحة وبمشيئة من الله سنواجه ما يحاك ضدنا من مخاطر ومؤمرات. لم تقصر الحكومة في واجباتها، وتم توزيع رجال الأمن حول المساجد، ونشرت الدوريات في الشوارع والطرق، ووضعت نقاطا للتفتيش، أمور قد يرى البعض فيها مضايقات ولكنها ضرورية لحماية أمننا وأمن بلدنا، ودرء لسهام الفتنة عنا، ولكن اليد الواحدة لا تصفق، والمطلوب منا كشعب التعاون التام مع قوات الأمن، والقبول بتفتيش سياراتنا، ووضعها حيث يطلب منا بعيداً عن الأماكن الحساسة، والحرص على حمل الهوية الشخصية، وتقديمها عند طلبها لرجال الأمن، رجالاً كنا أو نساءً، فمن فجـّر مسجد العنود في الدمام كان متنكراً في زي امرأة، والحرص على الإبلاغ عن أي جسم مريب أو شخص مشبوه، والاتصال بالرقم الذي حددته وزارة الداخلية لذلك. وفيما يبث بأدوات التواصل الاجتماعي من صور وأفلام لأعمال إجرامية يقوم بها وحوش آدمية، تخلت عن إنسانيتها في تعذيب لأشخاص وتمثيل بجثث سعياً لنشر الفتنة وتأجيج للعداوة والبغضاء بين الناس، وعلينا أن نرفض استقبال أو بث هذه الأنواع من المشاهد، وتهديد من يقوم بإرسالها بالإبلاغ عنه لأن فيها بذور الفتنة. ولوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دور كبير ومهم في مراقبة وتسجيل كل الخطب والندوات التي تقام في جميع مساجد الكويت، دون استثناء أو تمييز ووقف كل متجاوز أو ساعٍ لشق الصف، وإبعاده عن البلاد فوراً إن كان من الوافدين، مهما كان أو علا منصبه، فإن الله قد تكفل بحفظ دينه، إذ يقول تعالى: (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر: 9]، والإسلام لا يحتاج لهؤلاء الغلاة للدفاع عنه. اختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يحفظ الكويت من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان.