لا يختلف اثنان حول أحقية الفتح في تحقيق بطولة الدوري السعودي في الموسم الفائت، وتجسيده تجربة مثالية تستحق التقدير والاحترام.. خصوصا بعد أن أتبع بطولة الدوري بتحقيق بطولة السوبر من أمام الاتحاد، وهي البطولة الحديثة في سجلات الكرة السعودية، التي كان للفتح أولوية الفوز بها بين الأندية السعودية. الفتح الذي يستعد لخوض غمار البطولة الآسيوية المقبلة كإنجاز ثالث، لم يظهر هذا الموسم بما يشفع له في المنافسة حتى على المراكز الأربعة الأولى في قائمة ترتيب بطولة الدوري، وهو مؤشر كبير على تراجع بطل الدوري، وتنازله الباكر عن لقبه، رغم استقراره الإداري والفني، ما جسد الانطباع المتداول بانتهاء المغامرة الناجحة للفتح، التي يبدو أنها توقفت عمليا بعد تحقيق لقبين متتاليين، في سجلات النادي النموذجي. يذهب كثير من الآراء حول تراجع الفتح وتنازله الباكر، إلى إفراطه في استقطاب اللاعبين المستهلكين فنيا وهي التجربة التي حققت نجاحا باهرا الموسم الفارط، وكانت من العوامل المهمة لإعادة اكتشاف هؤلاء اللاعبين، وقيادة الفتح لتحقيق البطولات، فيما يبدو أنها تحولت إلى عامل سلبي هذا الموسم، ألقى بظلاله على النتائج بصورة ملموسة. كما كان الهبوط المفاجئ في المستويات الفنية لأبرز العناصر المحلية والأجنبية، دور بارز في تعثر الفريق هذا الموسم منذ البداية، ورغم أن مشوار الدوري لايزال في بداياته، ويظل عامل التعويض متاحا إلا أن النتائج السابقة للفتح لا تشير حتى الآن بقدرته على الذهاب بعيدا في الحفاظ على لقبه، وتظل المهمة الآسيوية المقبلة، أكثر إلحاحا على مسيري الفريق بإعداده جيدا لخوضها، خصوصا وهو أحد الممثلين السعوديين الأربعة، الذين ينتظر منهم تقديم نتائج ايجابية تعكس استحقاقهم وتميزهم في المعترك القاري.