سؤال يحاول فريق من علماء اللآثار الإجابة عنه منذ سنوات. فمؤخرا تم.إكتشاف أدلة تعود إلى أكثر من 14000 سنة ، تؤكد توقعات الفريق بكون المنطقة عرفت نشاطا زراعيا بفضل خصوبتها في تلك الحقبة الزمنية. عن هذا الإكتشاف يقول، توبياس ريشت عالم الآثار في جامعة كوبنهاغن : دليل جديد ومفاجئ لم نكن نتوقع العثور عليه في هذه المنطقة من جنوب غرب آسيا. إنه يغير طريقة تصورنا لتلك المجموعات التي كانت تعتمد على القنص والزراعة في نهاية العصر الجليدي والتي طورت تقنيات زراعية وطرق عيش جديدة لازال لها تأثير على حياتنا اليوم. فوق السهول القاحلة والصخرية الواقعة على الحدود السورية تم العثور، تحت طبقة البازلت البركاني، على عظام طفل وشخص بالغ يصل عمرهما إلى ما يناهز 14000 سنة بتحليل العظام والبذور وبقايا أخرى، يتوقع الباحثون التوصل إلى إكتشاف كيف بدأ الإنسان بتطوير الزراعة وتشكيل مجموعات اجتماعية كبيرة في هذه المنطقة. تشرح لنا إرين إستريب منسقة الإكتشافات، دور هذا الإكتشاف قائلة : سيمكننا عندها تحديد مختلف أنواع النباتات الموجودة، التي ستمكننا بدورها من معرفة نوعية الثمار التي كانت تنمو هنا. من الصعب تصور ذلك اليوم، لكن المنطقة في تلك الحقبة كانت خضراء و جد خصبة والدليل على ذلك هو البقايا النباتية التي وجدناها. الفريق يتمنى التوصل إلى المزيد من الإكتشافات في الصحراء السوداء، الشيء الذي من شأنه أن يوضح عدد من التساؤلات حول التغيرات المناخية التي عرفتها المنطقة ودور ذلك في تطور الحضارات الإنسانية بها.