أكد المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم، ممثلا باللجنة المسؤولة عن العالقين في الخارج، نجاحه في إجلاء نحو ألفي يمني من العالقين الذين تقطعت بهم السبل في الهند منذ بدء انقلاب أنصار الله الحوثيين على السلطة الشرعية في البلاد، وبدء العلميات العسكرية للتحالف العربي المناصر للشعب اليمني. ADVERTISING وأبلغ الدكتور إيهاب السقاف ممثل المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم، «الشرق الأوسط»، أنه تم بالفعل إجلاء نحو ألفي يمني من مختلف ولايات الهند عن طريق الخطوط الجوية اليمنية، مبينا أن عددا ممن تم إجلاؤهم عبروا إلى البلاد بعد المرور بمطار بيشة جنوب السعودية. وقال في هذا الخصوص إن مسار رحلة إجلاء الرعايا تم «من مومباي ثم بيشة السعودية، وانتهى إلى صنعاء، فضلا عن رحلتين إلى مطار سيئون اليمني، إحداهما أقلعت عائدة إلى الديار وهي ناقصة بسبب عدم توفر مسافرين إلى هناك، مما أدى إلى تحويل معظم الرحلات إلى العاصمة صنعاء». وبحسب السقاف، شمل برنامج الإجلاء حسب الأولوية كلا من المرضى، وكبار السن، والنساء والأطفال، ثم الطلاب العالقين الراغبين بالعودة. وبين أن تأخر إجلاء العالقين ناتج عن الحظر الجوي، وأسباب أخرى من بينها عدم توفر تصاريح هبوط لشركات الطيران تسمح لها بدخول الأجواء اليمنية، وهو ما ترتب عليه أمور كثيرة جدا أهمها تدهور الحالة الصحية لكثير من المرضى العالقين خارج الديار. وبشأن أبرز المشكلات التي واجهت العالقين، أوضح السقاف أن انتهاء تأشيرات الإقامة وصعوبة تجديدها وغلاء أسعار إيجارات السكن وصعوبة توفير مصاريف علاج المرضى، هي أكثر المشكلات الشائعة بين مختلف العالقين في الهند، لكن أكثر المشكلات قسوة يتمثل في توقيف برنامج العلاج لأغلب مرضى السرطان لعدم المقدرة على الدفع، والعمل على توفير ما تبقى من مالهم لتوفير أساسيات الحياة المتمثل في السكن والأكل والشرب. وقال إنه على الرغم من النجاح في استعادة كمّ كبير من العالقين في الهند، إلا أن المتبقي حتى الآن يصل إلى 600 مواطن يمني ما زال عالقا في الهند، مفيدا بأن العدد المتبقي يشمل بعض المرضى الذين لم يستكملوا علاجاتهم، لا سيما الذين يعانون من حالات صحية سيئة وأوضاع مالية متردية، فضلا عن تراجع مستوى الحالة المعنوية بسبب القلق الشديد على ذويهم في اليمن الذين يعيشون أيضا أوضاعا إنسانية سيئة تستوجب التدخل السريع من قبل مؤسسات الإغاثة الدولية. وكانت الجهات المختصة التابعة للحكومة اليمنية الشرعية قد باشرت، من نحو شهر، التحضير لتحديد 4 منافذ لدخول رعايا اليمن العالقين في الخارج، وترتيب الإجراءات اللازمة لمنح اليمنيين العالقين في الخارج حق الحصول على تأشيرة عبور إلى كل من السعودية، عمان، وجيبوتي، بحيث يتم نقل الرعايا من الخارج عبر الجو إلى الدول الثلاث، ومنها يتم نقلهم إلى اليمن. وفي اليمن، أعلن ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية حدوث فجوة غذائية بالتزامن مع وجود نحو مليون نسمة في عدن، ونحو 1.5 مليون في لحج وأبين والضالع، بينهم 700 ألف نازح موزعين على المدارس والمساكن الطلابية ومنازل المواطنين، يواجهون جميعا خطر المجاعة الجماعية بالتزامن مع تفشي بعض الأمراض والأوبئة، التي من بينها حمى الضنك، والملاريا. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» عدنان الكاف الناطق الرسمي باسم ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية أن الوفيات الناتجة عن الإصابة بحمى الضنك تجاوزت 113 حالة وفاة، فضلا عن تسجيل أكثر من 4 آلاف حالة إصابة وفق التقارير الموثقة والمسجلة حتى الثاني من يونيو (حزيران) الحالي. وذهب إلى أن الوضع الكارثي لم يقف عند هذا الحد، بل تفاقم إنسانيا بسبب الانخفاض الكبير في المخزون الاستراتيجي الغذائي الذي وصل إلى حد الشح، نتيجة عدم دخول بواخر إلى ميناء عدن للحاويات، وميناء المعلا، وذلك منذ فترة تجاوزت الثلاثة أشهر، فضلا عن ارتفاع أسعار معظم السلع بسبب اختفاء المشتقات النفطية