×
محافظة المنطقة الشرقية

عرض المقعد السعودي في مجلس الامن الدولي على الأردن.. وعمّان تتحفظ

صورة الخبر

كانت المدينة المنورة المعروفة باسم "يثرب" قبل الإسلام غارقةً في ظلمات الجاهلية، ، ولم يكن لمجتمعها ثقافة تُذكر، سوى جوانب محدودة في الشعر القائم في معظمه على الفخر بالأحساب والأنساب، بالحق والباطل. ولم يكن القليل الموجود من ثقافة مجتمع تلك المدينة القديمة ،كما لم يكن لأهل المدينة في الجاهلية علوم دينية أو دنيوية غير النَّزْر اليسير من بعض العلوم القائمة على التجربة والممارسة خاصة في الناحية الزراعية. العهد النبويّ وما إِنْ لاحَ فجرُ الإسلام، وشَّع نوره في الأُفق، حتى تطلّع أفرادٌ من أهل المدينة إلى ذلك النور الإلهي، ودخلوا في الإسلام حاملين على عواتقهم إدخال ذلك النور إلى مدينتهم، لمحو الجاهلية التي عانى منها مجتمعهم. وما هي إلا مدة يسيرة حتى أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة مهاجراً، معلناً دخول هذه البلدة المباركة عصر الإيمان والعلم والثقافة. كان وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بداية عهد من التأسيس والتمكين للإسلام خاصة، وللثقافة الإنسانية بعامة، ذلك أن الإسلام يحمل في رسالته إخراج البشر من الظلمات إلى النور، من ظلمات الجهل إلى نور العلم. ومنذ أسلم النفر القليل من أهل المدينة الذي بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة في بيعة العقبة الأولى والثانية، بدأت في المدينة المنورة حركة علمية ثقافية محدودة الأفراد، قوية الأثر، مهّدت للهجرة النبوية المباركة، وأسست لامتداد علمي ثقافي انطلق مع تلك الهجرة، وتخطى المدينة ليشمل آفاق الأرض. وكان أول المؤشرات على قدوم الإسلام بعهد الثقافة، أن أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم لدى قدومه المدينة، تأسيس مسجده الشريف، ليكون مكاناً للصلاة، ومعهداً للتعليم والتدريس، وداراً للتشريع والقضاء، ومجلساً لنقاش القضايا العامة التي تهمّ المجتمع المدني. كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في مسجده الشريف بعد صلاة الصبح فيجتمع حوله أصحابه فيحدِّثهم ويُحدِّثون --- أكثر