رائعة هي مباريات النصر والهلال، ربما يخذلان المشاهد في شوط لكنهما يعيدانه لثقته في الأجزاء المهمة والحاسمة، فاز الهلال بكأس خادم الحرمين الشريفين بعد أن شارك النصر في تقديم عرس رياضي جماهيري رائع برعاية الملك سلمان حفظه الله كان خير ختام لموسم رياضي ناجح شهد منافسة شريفة وتعددا في أبطال البطولات السعودية، ففي حين حافظ النصر على اللقب الأصعب والأقوى (دوري عبداللطيف جميل) خرج الأهلي ببطولة كأس ولي العهد، وأنقذ الهلال موسمه ببطولة كأس الملك، وهذه المحصلة النهائية هي إنصاف للفرق الثلاثة التي تعدّ الأفضل فنيا والأكثر حضورا هذا الموسم. سيناريو مثالي جدا للهلاليين، ومحزن لجماهير النصر، ترك كثير من مشجعي الهلال مقاعد استاد (الجوهرة المشعة) مسلمين بالهزيمة منتظرين صافرة الإيطالي وإعلان تتويج النصر بطلا، لكن كرة القدم تقدم بين فترة وأخرى دروسا؛ وكان الدرس حاضرا في النهائي باستثمار الشلهوب وجحفلي الفرصة الأخيرة مع إخفاق الحارس والدفاعات (الصفراء) في التعامل معها، لتعلن هدفا تعادليا مثيرا مدّد لركلات ترجيحية كانت الغلبة فيها لمن فرحوا آخرا وأخيرا. عدم استسلام الهلاليين للهزيمة، ومحاولتهم إدراك التعادل حتى الرمق الأخير يجعلهم يستحقون اللقب، ولا يلغي ذلك الاستفادة من خطأ الحكم المساعد بعدم رفع رايته لاحتساب تسلل، وإيقاف اللعبة التي نتج عنها الهدف القاتل، الأخطاء جزء من لعبة كرة القدم، وكما فرّط الهلال باستغلال تواضع النصر في الشوط الأول، وأهدر فرصا محققة، يحسب على مهاجمي النصر عدم حسمهم المواجهة بعد تقدمهم بهدف السهلاوي الرائع، والجميل أن النصراويين تقبلوا الخسارة بصدر رحب على الرغم أنها كانت في متناول اليد، وبادر رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي بعد المباراة مباشرة لتهنئة الهلاليين، وشاهدنا نجم الهلال سلمان الفرج يضع شعار النصر على عنقه بعد أن واسى لاعبيهم، واستجاب قائد النصر عبدالغني لطلب البرازيلي نيفز بتبادل القمصان، وهذه المواقف الجميلة تدعم التنافس الشريف بين الأندية ومنسوبيها، وتؤكد انتهاء كل شيء مع إطلاق صافرة النهاية. ألف مبروك للهلاليين وعلى رأسهم رئيس النادي المكلف محمد الحميداني؛ تولى المهمة في وقت صعب جدا، وأكد أنه إداري جيد ومخلص ومكسب للهلاليين، قاد ناديه لبطولة غالية، والتأهل لربع نهائي دوري أبطال آسيا، وسيكون من المهم استمراره مع الإدارة الجديدة التي سيرأسها الأمير نواف بن سعد. أما النصراويون فأعلم أنهم تمنوا لو انتهت المباراة بهدف محمد السهلاوي الوحيد، لكن عليهم أن لا يحزنوا فقد قدم فريقهم موسما ناجحا بكل المقاييس، خرجوا فيه ببطولة الدوري الأصعب والأقوى، متجاوزين ظروفا قاسية لم يتعرض لها فريق آسيوي آخر، ونافسوا على كل البطولات، وهو ما يشير إلى أن حضور النصر في المنافسة سيستمر في المواسم المقبلة.