×
محافظة مكة المكرمة

حلقة الخضار والفواكه تزود الصائمين بألف طن يوميا

صورة الخبر

تلقيتُ رسالة من إحدى الطبيبات الاستشاريات تصف مشاعر الخيبة والإحباط من مقال تم نشره حديثًا في صحيفة الجزيرة السعودية، تناول فيه الكاتب ما أعتبرته شخصيًا ضمن منهج بعض وسائل الإعلام والإدارات الطبية لإظهار الطبيب السعودي بـمظهر المتخاذل الجشع المتكاسِل المقصّر، وتحميله الأسباب الرئيسية للأخطاء الطبية وتدهور الوضع الطبي بوصفه الحلقة الأضعف في سلسلة الخدمات الصحية: «أُغادر عندما يُـصبح الطبيب الاستشاري رقمًا وظيفيًا يمكن الاستغناء عنه ببساطة، ويتم إعطاء الصلاحيات لمدير يتحكّم في أصول العمل المهني للأطباء». «أُغادر عندما يتم التعاقد مع «جامعة أمريكية» وإعطائها حق الوصاية الإدارية والمهنية على الأطباء السعوديين، دون خضوعها للكادر والأنظمة التي تطبـّق عليهم». «أُغادر عند استمرار بعض المديرين التنفيذيين والطبيين في مناصبهم لسنوات عِجاف بالرغم من سوء أدائهم وسلوكهم المشين، ويتم تهميش لجان المستشفى دون اهتمام الإدارة بقرارات وتوصيات هذه اللجان». «أُغادر عندما تتسبب الإدارة الطبية في زيادة أعداد المرضى دون اعتبارات جودة الخدمات، ثم اتهامها الفريق الطبي بالقصور والإهمال». «أُغادر عندما لا تتم محاسبة الإدارة عن تسرّب أعداد متنامية من كفاءات وطنية يصعب تعويضها، ثم اتهامهم أنهم يسعون للمادة، وكأنّ سعيهم وراء كسب أفضل من المساوئ والمعايب!!». «أُغادر عندما يتم لوم الاستشاريين عند تقصير الإدارة في عدم «الاستفادة القصوى» منهم، وتحميلهم عدم استغلال «فتراتهم» في معاينة المرضى، وأنهم السبب في تأخر المواعيد، وعدم توفير أوقات كافية لإجراء عملياتهم الجراحية، في تنصّل وقحٍ للإدارة الطبية من مسؤوليتها الكاملة عن ذلك». «كثير من الكفاءات لم تغادر من أجل المردود المادي والعمل بالقطاع الخاص فحسب (وهذا حقها)، بل فضّلت العمل في جهات حكومية أخرى بها بعض التقدير المهني والاحترام، على الرغم من انخفاض الراتب الشهري». «من الاستشاريين المستقيلين من اختارته إدارة المستشفى نفسه كطبيب متميـّز في الأداء، أو كعضو فعال مشرفٍ على حصول المستشفى على اعتراف الجودة، ومعظمهم استحقوا أعلى المسميات الوظيفية!! وأخيرا أتساءل، لماذا انتظر الإداري كاتب المقال ليظهر معايب الأطباء السعوديين بعد استقالاتهم؟ لماذا لم يفضحهم قبل ذلك ويحاسب المقصّر والمستغل منهم والمسيء؟». abkrayem@gmail.com