الأحداث الإرهابية المتلاحقة، بدءا بتفجير الدالوة، ثم جامع الإمام علي في القديح، وانتهاء بجامع الإمام الحسين في العنود؛ أماطت اللثام عن كثير من التناقضات والمتناقضين في المجتمع. من هؤلاء المتناقضين؛ من ملأوا صفحات الصحف وحسابات "تويتر" و"انستغرام" شجبا واستنكارا وإدانة لمن قاموا بهذا الفعل الإرهابي الذي ذهب ضحيته كثير من الأبرياء شبابا وأطفالا، بل وملأ ضجيجهم الفضائيات في الحديث عن الإنسانية، وحرمة دم المسلم، لاعنين ومنددين بالإرهاب والإرهابيين؛ إلا أننا بالعودة إلى تاريخ بعض هؤلاء الإنساني والاجتماعي، تصدمنا حقيقة مرة، قد يصعب علينا استيعابها للوهلة الأولى، فهؤلاء الرافضون لفعل الإرهاب هم أنفسهم أول الداعين له والمحرضين عليه، إن لم يكونوا السبب الأقوى في إيجاده ونشاطه، فكل خطاباتهم تؤلب على الآخر، المختلف طائفة وفكرا وسلوكا ومذهبا وتجرمه، وتدعو إلى كراهيته، فهم يقومون بعمل ما، عاكفين عليه ليل نهار، ثم يزعمون أنهم يرفضون نتائجه ويتبرأون منها ويشجبونها! هؤلاء المرضى النفسيون؛ يجب أن يؤخذ على أيديهم ولو بالقوة، فهم ينشرون أمراضهم وعقدهم النفسية بين الناس، ويعيثون في المجتمع فسادا.