تحدث شارلز بلجريف مستشار حكومة البحرين في مذكراته عن عين عذاري عام 1926، قائلاَ وعذاري لم تكن مكاناً آمناً للسباحة إلاّ لمن له القدرة على ذلك. فهناك خرافة تقول أن هذه العين لها حق على الناس، وهذا الحق هو أن يكون لها ضحية واحدة كل عام، وفي الحقيقة فان طوال سنوات إقامتي بالبحرين 31 سنة كنت اسمع عن غرق شخص واحد في كل صيف تقريباً منذ عام 1926 وحتى 1957. ووصفها في عام 1926، قائلاً:خلال أشهر الصيف تعوّد رجال الشرطة أن يذهبوا مرة واحدة كل أُسبوع بواسطة الشاحنات اللوريات إلى عين عذاري لغرض السباحة. وهذه العين تعتبر واحدة من أكبر وأعمق ينابيع المياه الحلوة في البحرين وتقع على بعد ميل أو ميلين من مدينة المنامة، وكنت أتوجه إليها باستمرار لكي ألتقي بهم. وعذاري تعتبر معلماً سياحياً من معالم البحرين يقصدها جميع زوار البلاد، ويحرص المواطنون على أخذ ضيوفهم القادمين من الخارج إلى هناك للتفرج ومشاهدة جمالها. في عام 1926م كانت هذه العين مكاناً مليئاً بالأوساخ والفوضى بسبب إهمال تنسيقها وانتشار جداول المياه السيبان الموحلة من حولها حيث يجلب الفلاحون حميرهم لغسلها. وتفقد العين الكثير من الماء الذي يتسرب ويهرب عبر جوانبها. وأضاف في مذكراته وخلف الحديقة عبر مجرى المياه يوجد بستان ضخم رائع به غابة من النخيل وتشاهد فيه جذوع النخلات العالية الرمادية اللون تقف شامخة كالأعمدة فوق أعماق أكوام الأشجار الأخرى، وعندما تشرق الشمس يتلون ماء العين بالزرقة اللامعة ويصبح صافياً كالزجاج الشفاف، هذا الماء يندفع من الينبوع بقوة كبيرة لدرجة أن السباح لا يمكنه الوصول إليه، وإلى الجهة الجنوبية من موقع العين تمتد مساحة واسعة من الأرض الطينية المنخفضة المليئة بالمستنقعات التي لا يغطيها ماء البحر القادم خلال رافد صغير إلاّ في حالات المد القوي جداً. وفي فصل الصيف غالباً ما يكون الجو ملبداً بالضباب وقت الصباح وتشاهد المنظر الشاحب لأشجار النخيل الرصاصية المنبثقة من الغشاوة الرمادية التي يسببها الضباب والسماء الصفراء الباهتة التي تحاول الشمس النفاذ خلالها فيما يشبه الصورة اليابانية الضعيفة الطباعة!!. ويشير إلى أن وفي ذلك العام أمرت بإصلاح بركة العين للحصول على إمداد أفضل من المياه بهدف ري البساتين، فبنينا فيها درجات عتبات من الاسمنت ورصيفاً واسعاً على حافة مستوى الماء لوقوف السباحين عليه، كما أعدت بناء المسجد الآيل للسقوط المطل على العين. كذلك أنشأت سرداقاً صغيراً مع سلم موصل إلى أعلاه لكي يتمكن هواة السباحة من القفز فوق اللوح الخشبي الطويل المرتفع جداً عن العين وأيضاً أمرت بفتح مقهى له سطح مفتوح بالقرب منها، وحول البركة زرعنا أشجار الأزهار والشجيرات وأقمت حديقة على جانب من جوانبها ملأتها بنباتات الدفلى العطرية والبوغينفيلة الحمراء والقرمزية الألوان، أما نبات البوغينفيلة العادي ذو اللون الأرجواني فتصعب زراعته في البحرين.