وجدت دراسة بريطانية جديدة أجراها باحثون من جامعة أدنبرة، أن إفراط الحوامل في تناول المسكنات مثل باراسيتامول يؤثر سلباً في الصحة الإنجابية لمواليدهن الذكور. ويعد الهرمون المعروف باسم تستوستيرون عاملاً مهماً في نمو الأعضاء التناسلية. تنص إرشادات منظومة الصحة العامة في بريطانيا على عدم تناول الحوامل لعقار باراسيتامول إلا عند الحاجة الماسة، ولأقصر مدة ممكنة. وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى احتمال أن يسبب تناول باراسيتامول مشكلات تتعلق بالصحة الإنجابية للجنين في الرحم. وفي هذا الصدد كشفت دراسة دانماركية أن النساء اللائي تناولن مسكنات هن أكثر عرضة لإنجاب أولاد بخصية معلَّقة، وهو ما قد يؤدي مستقبلاً إلى مشكلات في الإنجاب. وأجرى العلماء تجربة على فئران زرعوا فيها أنسجة جنين، ثم أعطوها باراسيتامول لمدة 7 أيام، فوجدوا أن إنتاجها لهرمون الذكورة في الدم تضاءل، مقارنة بغيرها. كما وجدت دراسة أمريكية أن الباراسيتامول قد يرفع خطر إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة وقصور الانتباه ADHD بنسبة 37%، حيث يُظهر الطفل صعوبة في تنفيذ المعلومات وتنظيم واجباته والأعمال المطلوبة منه، ولا يستطيع البقاء منتبهاً في أغلب الأوقات ويتضرر أداؤه في المدرسة. وقال الدكتور رود ميتشل، المشرف على الدراسة الجديدة: إن نتائجها تعزز الدلائل على أن تناول الحوامل لعقار باراسيتامول مدة طويلة يضاعف مخاطر إصابة مواليدهن الذكور بخلل في الإنجاب. وأضاف: ننصح الحوامل بتناول أقل مقدار ممكن من المسكنات ولفترة قصيرة. وفي السياق نفسه لم يتم إجراء الكثير من الدراسات على الحيوانات حول استخدام الباراسيتامول بالوريد أثناء الحمل، ويفضل استخدامه بالوريد أثناء الحمل فقط إذا كانت الحاجة ضرورية إلى استخدامه لقدرته على عبور المشيمة، وقد يكون تركيزه ملحوظاً في البول والدم لحديثي الولادة. كما لم يتم إثبات أي ارتباط بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل وتشوه الجنين ولا يرتبط استخدام الباراسيتامول ضمن الجرعة المقررة بزيادة فرصة الإجهاض الذي يرتبط بفرط جرعة الباراسيتامول أو عدم التقيد بالجرعة المُقرّرة. ولا يوصى بتناول الباراسيتامول المُضاف إلى الكافيين خلال فترة الحمل، إذ إن فرط استهلاك الكافيين في هذه المرحلة يزيد فرصة ولادة طفل بوزن أقل من الطبيعي. ومن الجدير بالذكر أنه يحظر تناول أي دواء يحتوي على الباراسيتامول ومواد فعالة أخرى مضافة إليه خلال فترة الحمل، بل يجب أن يحتوي الدواء على الباراسيتامول فقط كمادة فعالة ويُستخدم الباراسيتامول لعلاج الصداع والآلام وارتفاع الحرارة، ويحمل الأسماء التجارية أسيتامينوفين، بنادول، أبيمول، أدول، وترتفع مخاطره بشكل خاص عند تناوله بجرعات عالية ولفترات طويلة تستغرق 6 أشهر. كما ترتفع نسبة المخاطر إلى 50%، وذلك لأنه قد يتسبب في اضطراب الهرمونات داخل الرحم، ويتداخل مع النمو الطبيعي لمخ الطفل، ويؤثر فيه بشكل سلبي. ويعد الباراسيتامول من أكثر مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية لسلامة الاستخدام خلال أية مرحلة من مراحل الحمل، حيث إنه يُسكن الآلام المرافقة لأعراض الحمل من دون تسببه بأي خطر على الجنين، لكن يفضل استشارة الطبيب حول الجرعة، خصوصاً في الثلث الأول من الحمل. ولا يفضل استخدام الأيبوبروفين أو غيره من مجموعة مسكنات الألم غير الستيرويدية خلال الحمل مثل الديكلوفيناك، أو النابروكسين والتي يمنع استخدامها في الثلث الأخير من الحمل. ومن المشكلات الشائعة خلال الحمل والتي تستدعي استخدام الباراسيتامول للتخفيف من حدّتها: ٭ الصداع: غالباً ما يكون الصداع مرافقاً للإعياء وعدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة ويُعد من المشكلات الشائعة المرافقة للحمل، وخاصة في الثلث الأول منه. ويعد الباراسيتامول من الأدوية الآمنة التي تستخدمها الحامل للتخفيف من حدة الصداع. ولكن يُنصح بمراجعة الطبيب في حالات الصداع الشديد أو المستمر. ٭ آلام أسفل البطن: يتسبب الحمل عادة بآلام بسيطة في منطقة أسفل البطن نتيجة لتوسع وتمدد الأنسجة المحيطة بالرحم وتقلص عضلة الرحم. ويُعدّ استخدام الباراسيتامول آمناً للتخفيف من حدة هذا النوع من الآلام. إن كان الألم شديداً يُوصى باستشارة الطبيب فوراً. ٭ تشنج عضلات الفخذين والساقين: تتسبب التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل بتشنج العضلات، وخاصة في منطقة الفخذين والساقين، ولذلك يُوصى باستخدام الباراسيتامول للتخفيف من حدّة هذا النوع من الآلام. ٭ آلام في أسفل الظهر: يرافق الحمل ارتخاء أربطة وأنسجة المفاصل، ونظراً لتأثير الثقل الذي يُسببه الحمل، وخاصة في الثلث الثاني منه تُعاني معظم السيدات آلاماً أسفل الظهر أثناء الحمل. يُعد استخدام الباراسيتامول خياراً آمناً للتخفيف من آلام أسفل الظهر مع مراعاة تجنب ارتداء الكعب العالي. ٭ العدوى: يُوصى باستخدام الباراسيتامول للتخفيف من أعراض الزكام أو الرشح والحمى المرافقة للعدوى الفيروسية أو البكتيرية المرافقة للحمل. وتعتبر الجرعة المسموح بها للبالغين من الباراسيتامول آمنة للحامل إذ يمكن تناول 325 - 650 ملغ كل 4-6 ساعات أو 1000 ملغ 3 - 4 مرات يومياً (على ألا تتجاوز الجرعة القصوى 4 غرامات يومياً) ويُوصى بالالتزام بتعليمات الطبيب أو الصيدلاني حول الجرعة المناسبة وعدم تجاوزها، لأن فرط الجرعة قد يؤدي إلى اضطرابات في الكبد عند الأم والجنين.