×
محافظة المنطقة الشرقية

«أدبي الأحساء» يحتفي بأمير الشعراء

صورة الخبر

مرت سنوات عليه وهو طفل يضحك بصوت عالٍ يعبر عن ما بداخله ببراءة وبكلمات بسيطة، وعاشت عائلته معه تسمع هذه الضحكات، ولم تعلم أن القدر سيخطف نعمة السمع والنطق من ابنها، إذ تغيرت حياتهم بعد ارتفاع درجة حرارته التي أثرت على سمعه، لعدم توافر المواصلات في ذلك الوقت، ليفارق أهله في السادسة من عمره لدراسة لغة الإشارة في دولة الكويت. غانم محمد ولد وهو إنسان سامع ينطق كحال الجميع، إلا أنه أصيب بعد سنوات من ولادته بارتفاع في درجة الحرارة كحال أي طفل في عمره، إلا أن هذا الارتفاع كان ليس بالطبيعي، قال: «تأخر نقلي إلى المستشفى لعدم توافر المواصلات، وبعد نقلي وضع الأطباء هناك أداة في أذني ومن هناك فقدت السمع وأصبحت أصم، وشاء القدر أن أفقد نعمتي السمع والنطق والحمد لله على ما حدث فهنا أنا اليوم أتخاطب مع غيري بلغتي». وأضاف: «كبرت ولم تكن زراعة القوقعة متوافرة وكان من الضروري دراسة لغة الإشارة لكونها لغة تخاطب الصم، غادرت البحرين وأنا أبلغ من العمر ست سنوات تاركاً أهلي، شعور مخيف كان يخالجني في ذلك الوقت لبعدي عن عائلتي. كنت أعود إلى البحرين فقط في العطلة الصيفية». وتابع: «كانت دولة الكويت متكفلة بدراستي ولم يكن ذلك حصراً بي، إذ إن الجميع كانت متكفلة بهم، تدريس الصم هناك كان يركز على الكتابة والقراءة، وأكملت دراستي إلى المرحلة الإعدادية هناك وعدت إلى البحرين بعد ذلك، لأبدأ العمل وكنت في ذلك الوقت أبلغ من العمر 19 عاماً، وعملت في وظائف عدة أولها كمساعد لأمين صندوق وعملت أيضاً كمراسل، لأستقر في وظيفة إدخال المعلومات في المجلس الأعلى للمرأة منذ العام 2007 حتى الآن». وأوضح غانم «لا يوجد دعم للصم في البحرين ففي الكويت توفر السماعة لكل أصم، في الوقت الذي لا نحصل على ذلك في البحرين، فضلاً عن مواجهتنا للعديد من المعوقات لعدم توفير مترجم لنا في المؤسسات الحكومية الخدمية والتي نتردد عليها بكثرة كالمراكز الصحية ووزارة الإسكان». وأكد غانم أن الصم هو إنسان له الحق في العيش كحال أي إنسان آخر، مشيراً إلى أن نظرة المجتمع إلى الصم مازالت لم تتغير، إذ مازال البعض ينظر إليهم على أنهم معاقون، مستنكراً هذه النظرة، فالعديد منهم ناجحون في حياتهم وكل ما يحتاجونه هو الدعم.