دعا مختصون بيئيون وأطباء بضرورة تغيير ناقلات الصرف الصحي التي أصبحت تشكل مخاطر بيئية وطبية بجانب دورها في تشويه جمال المدينة، مطالبين بزيادة أعداد محطات معالجة مياه الصرف والاستفادة من المياه في ري أشجار الشوارع والأعمال الصناعية. ورأى الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس أن وايتات الصرف الصحي أصبحت علامة تشويه في العروس، ومصدرا لتلوث البيئة وجميعها تحتاج إلى الاستبدال وخصوصا أنها أصبحت تنفث سموما قاتلة، فالدخان الأسود الذي ينبعث عن الناقلة يحتوي على عناصر وغازات تؤدي إلى الأمراض، حيث إن العوادم تحتوي على مادة الرصاص التي تشكل خطورة على الإنسان وسلامة صحته كما تتسبب نتاج العوادم في حدوث حساسية الصدر والربو، وأمراض أخرى على المدى البعيد تترتب على الكلى والمخ. ودعا الدكتور كماس إلى ضرورة زيادة أعداد محطات معالجة مياه الصرف الصحي وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص في هذه المشاريع الاستثمارية التي تهدف إلى المحافظة على البيئة، حيث إن كثيرا من الدول العالمية تستفيد من هذه المياه المعالجة في أعمال ري أشجار الشوارع والحدائق بجانب الاستفادة منها في الأعمال الصناعية. نشر البكتيريا الاختصاصي البيئي محمد فلمبان يقول إن من أهم المشاكل المترتبة على ناقلات الصرف الصحي التي تجوب الأحياء نشر البكتيريا والميكروبات على طول مسار حركتها، كما أن المياه المتسربة من الخراطيم تلوث الشوارع وتشكل بيئة خصبة لحشرات دقيقة لا ترى بالعين المجردة ولكنها تتسبب في حدوث الحكة الجلدية. وبين أن الوايتات تستخدم الديزل، وتفرز وراء عوادمها سموما تؤثر على صحة الإنسان خصوصا الأطفال، وللأسف يلاحظ أن شكمان الكثير من الوايتات غير مرتفع إلى الأعلى وبالتالي فإن السموم التي تطلقها تغطي الشارع بسحابة سوداء تحتوي على مواد ضارة تجعل الفرد يتنفس هواء غير صحي. وخلص فلمبان إلى القول إن الحل الوحيد لمشكلة تلوث وايتات الصرف الصحي هو تنفيذ مشروع شبكة التصريف في جميع أحياء جدة خصوصا المخططات الجديدة حتى يتنفس الأهالي الهواء النقي ويتجنبوا الآثار المترتبة عن تلوث الوايتات. تراجع الخصوبة من جانبه يقول استشاري النساء والولادة الدكتور محمد يحيى قطان: هناك أضرار كثيرة تترتب على عوادم وايتات الصرف الصحي منها تراجع الخصوبة والإصابة بحساسية الصدر والربو والتعرض للأورام، كما تشكل المادة الناتجة عن العوادم وهي خليط من دقائق أو جسيمات جامدة وقطرات سائلة وهي إحدى انبعاثات عادم السيارات مشكلة صحية كبيرة على الصحة العامة للإنسان لأنها قابلة للاستنشاق، وتصل إلى أعماق الرئتين لصغر حجمها، وتأثيرها بالغ على وظائف الرئة وازدياد حساسية الأنف والجيوب الأنفية. وتبعا لذلك مطلوب إلزام أصحاب وملاك الوايتات معالجة مشاكل التلوث البيئي الناتج عنها حفاظا على سلامة صحة المجتمع. حساسية الصدر واعتبر استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف، مشاكل عوادم وايتات الصرف من أخطر الملوثات البيئية، موضحا أن الرصاص الناتج من عوادم السيارات له تأثير سلبي على نمو الإدراك لدى الأطفال، حيث كشفت أحدث الدراسات أن الأطفال هم الأكثر عرضة لهذه المادة الخطرة، وذلك بسبب فروق الوزن بينهم وبين الكبار، ولأن الأطفال يمتصون ويحتفظون داخل أجسادهم بكميات أكبر من الرصاص ينتج عن ذلك دخول الرصاص إلى أجساد الأطفال بنسبة 35 مرة أكثر من الكبار، وإن لتلوث الهواء بمعدن الرصاص تأثيرا مباشرا في الإخصاب عند الإنسان. وأكد أن الأطفال يصابون أيضا بالربو وحساسية الصدر في حالة استمرار استنشاقاهم لعوادم الوايتات وهو ما يتطلب ضرورة تغيير هذه الوايتات.