نحن نعيش في عالم مجنون، كل شيء فيه يعمل بسرعة ويتحرك بسرعة .. ملايين السيارات تزحم الشوارع، وترفع أبواقها فتقتحم عليك هدوءك، الجيران لا تهمهم راحتك، فيرفعون أصوات التلفزيون. الحياة العصرية أصبحت لا تطاق، وبالضرورة تتحول إلى شخص عصبي، قلق ومتوتر، فكيف تعيش وسط هذا العالم المجنون، وكيف ترفع عن نفسك ضغوط الحياة؟ أول شيء ينصح به الخبراء للتخلص من الضغوط اليومية أن تستمع لنبضات قلبك، فالقلب يدق بشكل رتيب ومنتظم، 72 دقة في الدقيقة. إن تركيزك في الاستماع لنبضات القلب يجعلك تنفصل عما حولك، وشيئا فشيئا تشعر بالهدوء، فالتركيز لا يجمع بين شيئين في وقت واحد .. وجرب وأنت تجلس مع أفراد الأسرة بينما التلفزيون يصدر أصواته وأصوات الشارع وركز في الاستماع لنبضات قلبك، ستختفي كل الأصوات التي حولك، وتبقى دقات القلب الرتيبة المنتظمة. ينصح الخبراء أيضا بضرورة اللجوء إلى المكان الذي تفضله في البيت وتشعر أنه مملكتك الخاصة. إن ذلك يمنحك قدرا من الهدوء، خصوصا لتجلس وتمارس ما تحبه من سماع الموسيقى الهادئة، أو الاستغراق في قراءة كتاب، أو حتى الدخول في حالة تأمل فستشعر بالطمأنينة، أيضا بالهروب إلى الأماكن البعيدة عن الضجيج، ولو لفترة قليلة .. أما إذا استطعت الخروج إلى الأماكن الطبيعية والمفتوحة، فإن ذلك قد يكون بداية لحياة جديدة، خاصة إذا مارست الرياضة وتبدأ حياتك من جديد. فأنت تتخلص من انفعالاتك الزائدة في نوع الرياضة الذي تمارسه، مع ذلك كله فالخبراء يقفون عند نقطة مهمة هي تنظيم الوقت .. إن تنظيم الوقت يعطيك فرصة ممتازة لممارسة حياتك دون توتر. فعندما تنتظم مواعيدك للخروج من العمل أو الذهاب إلى لقاء الأصدقاء، فإنك تشعر بالراحة، فكل ساعة محددة في برنامج اليوم، ويجب ألا يطغى نشاط على نشاط حتى لا تضطرب مواعيدك فتضطرب أنت الآخر. ومن نصائح الخبراء أضيف إليك نصيحة أهم، هي أن تفعل دائما ما تريده، وما تحبه، فعندما تضطر إلى عمل شيء لا تحبه، فإن ذلك يزيد من توترك ومن قلقك وتفقد تركيزك. أن تفعل ما تحبه يمنحك الكثير من الرضا عن نفسك وعن الآخرين. أنصحك أيضا إن كنت من هواة القراءة أن يكون بجوار سريرك عدد من الكتب التي تعود لقراءتها؛ لأنها ترتبط في حياتك بذكريات جميلة ماضية. مع الموسيقى التي تفضلها أو الغناء الذي تفضله إن ذلك يخرج بك عن دائرة المألوف اليومي، فلا يقتحم الملل حياتك، لأن الملل أشد أعداء الإنسان .. إنه يقتل كل شيء جميل في حياتك .. ومن الأول .. استمع إلى قلبك.