حقق تنظيم داعش تقدماً جديداً نحو مدينة الحسكة، في شمال شرق سورية، وسط استنفار القوات الكردية، فيما قال محافظ الحسكة محمد زعال العلي، إن مقاتلي التنظيم فجروا أكثر من 12 شاحنة محملة بالمتفجرات، عند نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري حول مدينة الحسكة، بينما قتل 14 مدنياً على الأقل في حلب في قصف جوي بالبراميل المتفجرة. وتفصيلاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان داعش الذي بدأ هجوماً عنيفاً في 30 مايو باتجاه مدينة الحسكة، وصل الليلة قبل الماضية إلى مسافة 500 متر منها. وأفاد المرصد ان المعارك التي وقعت، أول من أمس، بين القوات النظامية والتنظيم الإرهابي انتهت بسيطرة التنظيم على نقاط عسكرية عدة، بينها سجن الأحداث ومحطة لتوليد الكهرباء في محيط الحسكة. وتخللت العمليات العسكرية، أول من أمس، ست عمليات انتحارية نفذها التنظيم، وأتاحت له إحراز التقدم، مع تواصل المعارك. وتتقاسم السيطرة على المدينة وحدات حماية الشعب الكردية والقوات النظامية السورية. وانتقدت صحيفة الوطن السورية القريبة من السلطات في افتتاحيتها، أمس، ما سمته تخاذل الأكراد عن مساندة القوات النظامية في قتالها ضد داعش. وجاء في المقال منذ أيام بدأ تنظيم داعش هجوماً عنيفاً على مدينة الحسكة، في محاولة لاحتلال المدينة وضمها إلى أراضيه. وأضاف ان المفاجأة في الهجوم تكمن في تخاذل بعض الأشقاء الأكراد بالدفاع عن الحسكة. وأدرجت الصحيفة هذا الموقف في اطار أطماع بعض الأكراد السياسية والإقليمية وعمالتهم مع الأميركيين والأوروبيين لتأسيس إقليم او ما يسمى إدارة ذاتية تخولهم لاحقاً تأسيس دولة على الأراضي السورية والعراقية، مشيرة إلى وجود مشروع لتقسيم سورية يتصدى له الشعب والجيش السوريان. وقال الناشط آرين شيخموس، المقيم في مدينة القامشلي الواقعة شمال شرق الحسكة، التي وصلها خلال الساعات الماضية عدد كبير من النازحين من الحسكة، تتمركز وحدات الحماية في أغلبية الأحياء الشمالية والغربية من المدينة ومحيطها. وأشار إلى ان هذه الأحياء احتضنت بعض العائلات النازحة من الأحياء الجنوبية والشرقية خوفاً من تقدم التنظيم فيها أو تعرضها لقصف بالهاون. من جهة أخرى، ذكر شيخموس أن الكهرباء قطعت عن المدينة بشكل كامل، بالإضافة إلى الاتصالات منذ سيطرة التنظيم على محطة الكهرباء، أول من أمس. وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على مدينة الحسكة، ستصبح مركز المحافظة الثاني الذي يخضع لسيطرته بعد الرقة (شمال)، ومركز المحافظة الثالث الذي يخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة ومدينة إدلب (شمال غرب). في منطقة أخرى من حلب، قتل 14 مدنياً على الأقل، أمس، في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على بلدتي دير جمال وحيان، وبين القتلى سبعة أطفال، اربعة منهم أشقاء. ويتهم ناشطون ومعارضون النظام بتصعيد القصف الجوي، لتسهيل تقدم داعش في المنطقة. اذ يترافق القصف مع محاولات للتنظيم التقدم في ريف حلب الشمالي على بعد 10 كيلومترات من الحدود التركية. وكان مصدر أمني سوري صرح أول من أمس، أن نحو 7000 مقاتل إيراني وعراقي وصلوا إلى سورية، أخيراً، وهدفهم الأول هو الدفاع عن العاصمة. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن هذا التقرير، مشيراً إلى ان العدد أكبر بكثير.