×
محافظة المنطقة الشرقية

لقاء أعمال تركي بغرفة ينبع في ذي الحجة

صورة الخبر

لن أكون الضحية هو فيلم رسوم متحركة موجه للأطفال من سن 3 إلى 7 سنوات. تم إعداده وتنفيذه بشكل مبسط وبإمكانات مادية محدودة وبطاقات بشرية غير محترفة. اجتمعنا كفريق عمل لنوجه رسالة نأمل من خلالها أن تصل للمجتمع وبالأخص لأطفالنا لتوعيتهم ولتثقيفهم بلغة سهلة وبشكل محبب ومقرب منهم. فكرة الفيلم قصة هذا الفيلم تتحدث عن صديقتين هما أم زينب وأم خالد حيث تتفقان فيما بينهما للذهاب للسوق وأخذ زينب وخالد معهما، وهما طفلان تتراوح أعمارهما بين الرابعة والثامنة. وفي السوق يشعر الطفلان بالملل ويحاولان لفت انتباه والدتيهما ومحاولة الحديث معهما لكن دون فائدة. فيقرران الذهاب وحدهما ليستكشفا السوق والذهاب لمحل الألعاب. ويتعرض الطفلان هناك لموقف ويستطيعان فيه التصرف والنجاة. توعية الطفل تشكل له الحماية يتناول الفيلم محاور مهمة تخص الأطفال لتوعيتهم بما قد يواجههم في الحياة، وتخص كذلك الأهل وكيفية التعامل مع أطفالهم. المشاهد الأولى من الفيلم توضّح أن الأطفال يصبحون سريعي الملل، وأنهم سرعان ما يفقدون صبرهم. وبيّن الفيلم أن أم خالد وأم زينب لم تحاولا إشغال ابنيهما بالحديث أو باللعب معهما (كطرح أسئلة أو إجراء حديث يشركانهما فيه). هناك طرق كثيرة على الأهل معرفتها واتباعها لجعل كل خروج مع الأطفال متعة للطرفين: للأهل وللأبناء. الملل وعدم انتباه الأهل جعلا الطفلين يقرران التصرف والابتعاد عن والدتيهما، ليس لأنهما ينويان إيذاء الأهل، ولكن لأنهما أحسا بالملل ورغبا بالتصرف بمفردهما لكي لا يزعجان أهليهما أكثر. تحدثوا مع أطفالكم المحور الثاني والأكثر أهمية في هذا الفيلم هو تسليط الضوء على ضرورة محادثة الأبناء عن بعض الأمور التي قد يصاب الأهل بالحرج عند الحديث عنها. لكن الانفتاح الذي نعيشه الآن بكل ما يوفره من وسائل مغذية للبصر والعقل والمشاعر (من خلال الأجهزة الذكية وقنوات التواصل الاجتماعي وغيرها من المثيرات والمؤثرات التي سرّعت من نضج الأبناء، وساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر بفتح أعينهم على أمور ما كانت متداولة سابقًا في مثل عمرهم) أوجب على الأهل ضرورة فتح حوارات وأحاديث مع أبنائهم منذ بداية استيعابهم وتهيأتهم بطريقة صحيحة لمعرفة كثير من الأمور التي قد يتعلمها الأبناء بطريقة خاطئة. جسم الطفل وكيف يدافع عنه؟ أولى هذه الأمور هي جعل الطفل يعي تمامًا أن هناك أجزاءً من جسمه لا يجوز أن يراها أو يلمسها أحد سوى الأم والأب وعند التنظيف فقط. وأن هناك أنواع للمسات، فلمسة التنظيف تختلف عن أي لمسة أخرى.كذلك النظرات، فالنظرات تختلف ويجب أن ينتبه الطفل لمعانيها. من الأمور المفصلية والفارقة في حياة الأطفال هي أن نعلمهم كيف يدافعون عن أنفسهم عندما يشعرون بالخطر. فقد أثبتت الدراسات أن غالبية الأطفال الذين تعرضوا لحوادث تحرش جنسي أواغتصاب حدث لهم ما حدث لأنهم خافوا أن يقولوا لا للمعتدي. وخافوا من أن يصرخوا أو أن يهربوا من المكان لظنهم أنهم عاجزون عن ذلك. وسائل دفاعية ضد الخبثاء وبينت الدراسات كذلك أن الأطفال الذين تم تدريبهم على هذه الوسائل الدفاعية تمكنوا من إنقاذ أنفسهم لأن المعتدي في كثير من الحالات يكون جبانًا بطبعه ويخاف من أن يُصدر الطفل صوتًا أو حركة لكي لا يفتضح أمره، فيلجأ لتهديد الطفل بالضرب أو بأي عبارات تلجمه عن الصراخ، أو قد يتبع أسلوبًا أكثر دهاءً وخبثًا وذلك بطمأنة الطفل أن هذا الأمر ذو خصوصية وأن المعتدي يحبه كثيرًا وأنه مميز لديه، وغيرها من العبارات التي تم تسجيلها من الأطفال أنفسهم الذين تم الاعتداء عليهم من أقرب الناس لهم. ويبن الفيلم بكل وضوح أن الطفل الذي تم تهيأته للانتباه لكل التفاصيل وعدم قبول التصرفات الخاطئة (التي تم تحديدها له مسبقًا)، استطاع أن ينجو. ولولا أن خالد كان موجودًا، ولولا أنه قد تلقى معلومات مسبقة من أهله ومن المدرسة أو من مركز حماية الطفل، لتم الاعتداء على زينب وربما عليه، ولما نجيا من قبضة المعتدي. متى نصارح أطفالنا بهذه الأمور؟ هناك سؤال مقلق يراود الأهل بهذا الخصوص وهو متى يبدأون بالحديث مع أبنائهم عن هذا الموضوع وماذا يقولون لهم. إن كان الأهل لا يعرفون الطرق الصحيحة لتوعية أبنائهم دون أن يكسروا حاجز البراءة والحياء فيجب عليهم أن يستعينوا بذوي الاختصاص. وهذا ما يوفره مركز حماية الطفل التابع لوزارة التنمية الاجتماعية كإحدى هذه الجهات المختصة. طفل أكثر أماناً هناك شعرة رفيعة بين أن نكون حريصين على أبنائنا وبين أن نصبح معقدين وحراس حماية بشكل مرضي. يجب أن نحمي أطفالنا نعم.. لكن يجب أن لا نسلبهم براءتهم وضحكاتهم وسنين اللهو واللعب والحركة. ويجب أن لا نكبلهم بذريعة أننا نخاف عليهم ونرغب بحمايتهم. على الأهل أن يمارسوا دورهم بالتربية الصحيحة السليمة وأن يعلموا أبناءهم الصحيح من الخاطئ، وأن يراقبوهم ويقوّموا سلوكهم، ثم أن يتوكلوا على الله ويسألوه أن يحفظهم ويحميهم. وبهذا نكون قد حققنا التوازن في التربية ونكون قد أعددنا أبناءنا لمواجهة الحياة بكل ما فيها. حفظ الله الجميع وأبعد عنكم السوء والأذى.