×
محافظة المنطقة الشرقية

الشباب يواجه السكري .. الملكي والنموذجي في لقاء تضميد الجراح والاتحاد في استراحة النهضة

صورة الخبر

الأحساء: علي القطان تمتد الفترة التي تعمل فيها أمانة الأحساء لتلبية متطلبات تسجيل مركز مدينة الهفوف التاريخي على قائمة التراث العالمي في اليونيسكو، لأكثر من أربع سنوات، لكن حتى الآن فإن الطريق أمام تحقيق هذه الغاية ما زال طويلا، وبحسب تقدير مختص في التراث العمراني، فإن أمام القائمين على هذا الهدف نحو خمس سنوات لتحقيق هذه الغاية. ويمكن مشروع تطوير وسط مدينة الهفوف التاريخي الأحساء من الدخول إلى قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتراث والثقافة (يونيسكو). وتنفذ أمانة الأحساء مشروع التطوير بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي تبنت بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية مبادرة لتحسين مراكز المدن التاريخية التي تضم تراثا عمرانيا ومفردات معمارية تقليدية متميزة، مثل: الرياض، وجدة، والطائف، وأبها، والهفوف، وغيرها من المدن، من خلال إعداد دراسات مشتركة متخصصة عن تطوير وسط المدن التاريخية. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور مشاري النعيم، المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار أستاذ النقد والعمارة بجامعة الدمام شرق السعودية: «مدينة الهفوف مرشحة بقوة لتدخل خلال فترة لا تتجاوز خمس سنوات ضمن تصنيف منظمة اليونيسكو العالمية المهتمة بالآثار». وأضاف النعيم: «هناك حاجة إلى عمل دؤوب أكثر من قبل أمانة محافظة الأحساء وكذلك من ملاك المباني التاريخية في عدد من حواري مدينة وسط الهفوف مثل الكوت والنعاثل والرفعة الجنوبية، حيث إنه من المهم أن تكون هناك جمعيات تعاونية في كل حي تكون فيه شراكة حقيقية للمحافظة على الآثار الموجودة، ومن المؤكد أن هذه الجمعيات أو الشركات ستنال قروضا من قبل الدولة من أجل الاستثمار في هذا المجال لأن النتائج الإيجابية ستعود في النهاية بالفائدة عليهم بشكل خاص وعلى الوطن بشكل عام». وأضاف الدكتور النعيم: «تحويل الحواري التاريخية المذكورة إلى منطقة حقيقية للاستثمار من خلال إنشاء مطاعم ومقاه وحتى فنادق تراثية وغيرها مما يتعلق بتاريخ هذه المنطقة الواقعة في وسط الهفوف، سيعجل كثيرا بدخولها في منظمة اليونيسكو، ولا يمكن حصر المسؤولية فقط في الأمانة من أجل التكفل بإنجاز هذا الحلم الذي سيرفع بالتأكيد اسم الأحساء عاليا في المحافل العالمية المهتمة بالتراث». وشدد على أهمية أن تقوم الجامعات والكليات في الأحساء بدور فعال ورئيس مثل جامعة الملك فيصل وجامعة الإمام محمد بن سعود، «حيث إن شراء هذه المباني في المناطق التاريخية وتطويرها وإقامة أنشطة وندوات فيها، سيكون له دور فعال في تحقيق هذا الأمل الذي تدعمه بكل قوة الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة وعلى رأسها الأمير سلطان بن سلمان وبمتابعة دائمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الحريص على رقي كل بقعة في هذا الوطن ووصولها لمكانة متقدمة». وأشار إلى أن تسجيل وسط الهفوف تحديدا في منظمة اليونيسكو ليس من السهولة التي يتوقعها البعض؛ «بل إن هناك تقييما أوليا يتم من خلال (الايكويس) من باريس، ثم يحصل تصويت دولي على التقارير، والأمر ليس بالسهولة التي يتوقعا البعض». وبين أن مدينة جدة، وتحديدا المنطقة التاريخية، مهيأة أكثر من الأحساء في الوقت الراهن لـ«اليونيسكو»، «خصوصا أنه توجد مبان متماسكة، وهناك نشاط حياتي واضح في المنطقة التاريخية، وهذا مما يجعلها قادرة على الوجود في المنظمة الدولية». وعاد النعيم ليؤكد أن «الأحساء ذات عراقة كبيرة، حيث توجد بها مبان عمرها أكثر من 800 سنة، وهذا يعني أنها قادرة ومهيأة والجميع يدعمها، ولكن من المهم أن يكون هناك نشاط أكثر من قبل أمانة الأحساء والتجار والأهالي على حد سواء من أجل أن ترتقي هذا المنطقة الغالية مكانة عالمية مرموقة تستحقها»، مشددا على أن الاستغناء عن مناطق تاريخية ومن سوق الذهب يضر بهذه الفرص في الدخول بالمنظمة الدولية. وتمنى أن يكون لأمانة الأحساء؛ ممثلة في بلدية وسط الهفوف التراثية التي تم إنشاؤها مؤخرا، «دور فعال في تعزيز مكانة التراث في الأحساء ليأخذ وضعه الطبيعي بعد أن تتوافر فيه كافة الشروط اللازمة لينضم تحت المظلة الدولية للتراث العالمي، وهذا إن حصل، فلن يكون مكسبا للأحساء فحسب، بل للسعودية بشكل عام». من جانبه، بين المهندس حسين الحرز، مدير عام المباني والمرافق بأمانة الأحساء ورئيس بلدية وسط الهفوف التاريخية التي ستتولى الاهتمام بالتراث في المحافظة، أنه «من المقرر أن تسجل المنطقة التاريخية التي تلقى اهتماما دائما من الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار؛ حيث إن هناك تنسيقا وجهودا كبيرة لتصنيف هذه المنطقة من منظمة اليونيسكو عن طريق المركز الوطني للتراث العمراني التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار خلال فترة وجيزة». وأضاف: «تنال المنطقة التاريخية لمدينة الهفوف عناية كبيرة من قبل الأمانة، حيث أعلن أمين الأحساء المهندس عادل محمد الملحم مؤخرا عن إنشاء (بلدية وسط مدينة الهفوف التاريخي) التي سوف تعنى بمنطقة وسط الهفوف والتي تضم الأحياء المكونة للنسيج العمراني لمدينة الهفوف القديمة». وأشار إلى أنه جرى الانتهاء مؤخرا من إعادة إنشاء سوق الحميدية القديم الذي يقع جنوب سوق القيصرية بالهفوف، وهو من الأسواق التاريخية المهمة في المنطقة حيث تم البناء في موقع السوق السابق نفسه، ولكن على مساحة أصغر. ويعد السوق على صغر حجمه رمزا معماريا هاما؛ حيث روعي في تصميمه إحياء العناصر المعمارية الخاصة بمنطقة الأحساء. كما أن الأمانة وبتوجيه من الملحم تعمل على تنفيذ برنامج إعادة بناء البوابات التاريخية في المنطقة التي تسمى (الدراويز)، حيث تم الانتهاء من إنشاء دروازة الحداديد ودروازة الكوت، ويتم حاليا إنشاء دروازة الخيل. وحول ما يقدم لخدمة المستثمرين في سوق القيصرية، أشار إلى أن «الأمانة قامت بإنشاء مكتب لإدارة السوق يعمل به مشرفون ومراقبون على مدار 16 ساعة يوميا على فترتين صباحية ومسائية، وهي فترة عمل السوق، ويقوم هذا المكتب بمتابعة أعمال النظافة والصيانة الخاصة بالسوق، كما يتلقى شكاوى واقتراحات الباعة والمتسوقين. كما خصصت الأمانة عددا من رجال الأمن على مدار 24 ساعة يوميا طوال أيام السنة لتعزيز الحالة الأمنية بالسوق، بالإضافة إلى ذلك، يجري حاليا تركيب نظام مراقبة بالكاميرات للسوق بالكامل». وحول مصير بعض المناطق الأثرية التي لم تجد الاهتمام اللازم مثل مسجد جواثا وغيره من الرموز التراثية بالمحافظة، قال المهندس الحرز: «يوجد تعاون مستمر بين الأمانة والهيئة العامة للسياحة والآثار، ومن ذلك دراسة إمكانات تطوير المباني والمواقع التاريخية وآليات تشغيلها من قبل الأمانة والاستفادة منها. ويعد تطوير موقع قصر محيرس التاريخي بالمبرز باكورة هذا التوجه والتعاون المثمر، الذي يعد تجربة رائدة على مستوى المملكة ستمكن كلا من الأمانة والهيئة من قياس مدى نجاحها وبالتالي التوسع في التطبيق ليشمل عددا أكبر من المواقع». وعن المخصصات المالية من قبل الأمانة لإعادة إحياء التراث بالمحافظة، قال: «تخصص الأمانة سنويا وبدعم من الوزارة مبالغ لحزمة المشاريع الخاصة بالمنطقة التاريخية). وحول ما يخص أبرز المكاسب من التوجه مجددا للاهتمام بالتراث العمراني، بين الحرز أن للاهتمام بالتراث العمراني مكاسب كبيرة على مختلف الأصعدة؛ «منها تعزيز صورة الهوية الوطنية للبيئة المبنية المحلية في المدن، والإسهام في الحركة الثقافية والسياحية والتجارية؛ حيث إنها ذات مردود اقتصادي مؤثر»، مضيفا أن أمانة الأحساء تنظر لاهتمامها بالتراث العمراني من باب المسؤولية الاجتماعية والثقافية والبيئية للمنطقة. وشدد على العزيمة والجدية لتكون الأحساء خلال فترة وجيزة ضمن الأماكن المصنفة في المنظمة العالمية للتراث والآثار، «خصوصا أنها تملك كل عوامل الحصول على هذا الشرف الذي سيرفع اسم المملكة عاليا، كذلك من حيث المحافظة على التراث، خصوصا في ظل وجود مناطق تراثية تاريخية أخرى في محافظة جدة، وكذلك في الدرعية بالعاصمة الرياض». وبين أن من أهم شروط الترشح لنيل تصنيف في اليونيسكو أن تكون المنطقة التاريخية المرشحة لم تشهد تطورا عمرانيا ولم يتم المساس بتراثها، وأن هذا متوافر في المنطقة التاريخية وسط الهفوف.