معتز الشامي (دبي) 40 عاماً، تقف شاهدة على مشوار وإنجازات قلعة الفرسان، بين كتابة أول تاريخ للنادي، برفع اللقب الأول لكأس سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، موسم 74 - 75، وبين وصول الفريق لحلم الظفر باللقب التاسع، لينفرد وحيداً بلقب ملك الكأس، وهي البطولة المحببة لقلوب عشاق القميص الأحمر. إلا أن أصحاب السطور الأولى في مسيرة الفرسان الحافلة بالإنجازات المتتالية، كان لهم رأي آخر، وأبرز من خطوا أسماءهم بأحرف من ذهب في مسيرة الأحمر، هو الكابتن أحمد عيسى، أول قائد لمنتخبنا الوطني، وأول قائد يصعد منصات التتويج ليظفر بأغلى الألقاب مرتين متتاليتين، الأولى موسم 74 - 75، ووقتها سلم الكأس سمو الشيخ حمدان بن راشد، ثم الحضور الأغلى، ونيل الشرف الأرفع، بتسلم الكأس الثانية في الموسم الذي يليه، 75 - 76، بحضور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الوالد والمؤسس طيب الله ثراه، ورحمه رحمة واسعة. ذكريات كثيرة علقت في ذهن الكابتن أحمد عيسى، وهو يتسلم اللقب الأول، ويبدأ مشوار الإنجازات، لقلعة الفرسان، ويتبعه بلقب ثانٍ، في مباراة صعبة وطويلة أمام الشباب، الجار اللدود، وانتهت بفوز الفرسان بركلات الترجيح. وعن المقارنة بين الكأس في السبعينيات، والبطولة نفسها الآن في 2015، قال: «لا يوجد وجه مقارنة، الفترة الأولى كانت صعبة في كل شيء، فوقتها كنا في بدايات إطلاق الدولة، وإطلاق اللعبة بشكل عام، والبنى التحتية لم تكن في مستوى متميز كما هي عليه الآن، وأذكر أننا عندما حصدنا اللقب الثاني الذي تشرفنا فيه بحضور طيب الذكر، الوالد والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان للقب طعم آخر، وكان كل طرف يقاتل في الملعب لنيل شرف مصافحة صاحب السمو وقتها، كما كان لإصرار الوالد والمؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، على حضور النهائي، في ظل ارتفاع درجة الحرارة، وتواضع البنى التحتية، وعدم وجود مدرجات متطورة، كما هو الآن، أضفى الكثير من المعاني التي علقت في أذهان هذا الجيل، فكل شيء كان في بداياته، ومن هنا بدأت الانطلاقة في كل شيء». وأضاف: «تطورت اللعبة الآن، بفعل تطور البيئة بشكل عام، والحداثة التي أصبحت عليها كرة القدم في العالم وفي الإمارات، كما أن المجتمع في ذلك الوقت كان يتأثر ويتفاعل بالأحداث من حوله، ولا ننسى أن حداثة تنظيم المسابقة نفسها اختلف كثيراً عنها في السبعينيات». لم يكن أحمد عيسى سوى واحد من بين الآلاف من أبناء هذا الجيل الذين ارتبطوا بكرة القدم من خلال الفريج، ويقول: «أنتمي إلى جيل نشأ على الحب والعطاء والمثابرة وإنكار الذات من خلال ممارسته اللعبة عبر (الفريج)؛ ولأن البداية كان بها الكثير من الصبر والجلد والتعب والمثابرة كانت المحصلة بالنسبة لي كبيرة وبحجم هذه التضحيات»، مشيراً إلى أن (للفريج) الفضل في وضع اللبنة الأولى لشخصيته الرياضية والإنسانية على حد سواء، وأن هناك محطات مهمة في تاريخه الرياضي شكلت شخصيته وانتماءه لهذا الوطن، أبرزها على الإطلاق لحظة تسلمه الكأس من يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني نهضتنا ودولتنا الحديثة، وذلك في موسم 76/ 77 عندما أحرز الأهلي الكأس للمرة الثانية على التوالي، وكان على حساب الشباب بعد مباراة ماراثونية انتهت بركلات الترجيح. وقال: «تسلمنا الكأس الأولى من سمو الشيخ حمدان بن راشد، كانت لحظات أيضاً لا تنسى؛ لأننا نصنع تاريخاً جديداً، ونفوز بأول كأس تحمل لقب صاحب السمو رئيس الدولة، بينما أسعد اللحظات التي لا تنسى، كانت بتشريفنا من قبل المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في النهائي الثاني، كانت لحظات تاريخية ستظل عالقة في أذهان جيلنا أبد الدهر».