إثر بدء عمل الحملات التفتيشية عن مخالفي نظام الإقامة والعمل في المملكة، اختلفت أساليب وأنواع الاختباء عن أعين المراقبين حتى تصحيح الأوضاع كي لا يقع المخالفون في شراك العقوبات المحددة بحقهم، وهو ما دفع الكثيرين إلى التغيب عن أعمالهم التي يزاولونها بشكل مخالف مثل سائقي الحافلات والورش والمحلات الصغيرة، التي كان من بينها مغسلة ملابس بررت إقفالها بعمليات صيانة، إلا أن الصحيفة تقصت وراء ذلك ليتبين أن السبب هو الخوف من الحملات التفتيشية. وفي أحد أحياء شرق الرياض فاجأ مدير العمال في إحدى مغاسل الملابس الزبائن بإغلاق المحل ووضع عبارة "مغلق للصيانة" على الرغم من أن موعد استلام بعض الزبائن لملابسهم صباحاً، إلا أن عمالا آخرين يعملون بمطعم بجانب المغسلة أجابوا: بـ"إن العمال لم يصححوا وضعهم". تأثير مباشرة الحملات الأمنية للعمالة المخالفة طال أيضاً سائقي حافلات نقل الطلبة والطالبات من ذوي المشاوير الخاصة، إذ شهدت مدينة الملك عبدالله للطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية غياب بعض الطالبات بسبب عدم مقدرتهن في توفير بديل مناسب لسائقيهن الذين اختفوا فجأة، وسط تذمر بعض الطالبات اللاتي تحدثن لـ"الوطن"، مشيرات إلى أن هذه الفترة تشهد اختبارات فصلية، الأمر الذي يحتم عليهن التواجد في الحرم الجامعي وأداء الاختبارات بوقتها. وفي مشهد يثير الغرابة نوعاً ما، فوجئ مواطنون بخلو بعض المحال التجارية والمطاعم الشهيرة بالرياض من موظفيها، إضافة إلى غياب واضح للازدحام المروري في الشوارع والطرق الرئيسية بالعاصمة كطرق "خريص، والملك عبدالله، والملك فهد". وأبدى المواطن عبدالله بن ماجد مفاجأته من اتصال السائق الموكل بإيصال أهله إلى مقر أعمالهم، الذي أفاده بعدم استطاعته المجيء خلال الأيام القادمة، مضيفاً: "وحين سؤاله عن السبب ذكر أن حملة التفتيش بدأت ولن يتمكن من المجيء خلال هذه الفترة"، لافتا إلى أن هذا السائق يعمل في السعودية بحسب ما ذكره المواطن منذ قرابة عشر سنوات. وبين المواطن فهد العنزي أنه فوجئ بغياب عمالة أحد المطاعم الشهيرة شرق الرياض بشكل لافت جدا، مؤكدا أنه لا يوجد في المطعم سوى عامل واحد يقوم بجميع الأعمال من محاسبة وصنع الوجبات وتقديمها للزبائن، مبيناً أنه سأل العامل عن أسباب ذلك، والذي أوضح بدوره أن العمال جميعهم يتمتعون بإجازة، مما جعله غير مقتنع بحديثه.