ارتفعت أسعار الطماطم خلال الأيام القليلة الماضية بنسبة 100% مقارنة بأسعارها قبل دخول فصل الصيف وموسم الإجازات وقبيل بضعة أيام من رمضان في ظل توقع بأن تتجاوز أكثر من 100% عند بداية شهر رمضان بحسب موردين وتجار بحلقة خضار جدة. وتراوح سعر الكيلو الواحد بين 9 ـ 11 ريالاً في محلات بيع الخضراوات والفواكه (التجزئة)، في الوقت الذي كان لايتجاوز سعر الكيلو 5 ريالات في الأيام العادية، بينما وصل السعر على عربات الباعة المتجولين حول المساجد وداخل الأحياء السكنية (15 ريالاً للكيلويين بعد أن كان 10 ريالات للكيلويين)، وبلغ سعر الجملة لكيلو الطماطم 5 ريالات في السوق المركزي للخضراوات والفواكه بجدة بعد أن كان سعره قبل هذه الموجة من الغلاء يتراوح ما بين 2-3 ريالات. وفي الوقت الذي أرجع موردون سبب هذا الارتفاع إلى نقص غير متوقع في المحصول المحلي من الطماطم، أعرب مستهلكون عن استيائهم من استمرار غياب الجهات الرقابية والذي يفترض أن تراقب وتراجع أسعار التجار في مثل هذا الوقت من السنة، كما يحصل في الدول المجاورة خاصة وأن الزيادة معتادة في مثل هذا الوقت من كل سنة وهو موسم استغلال التجار (حسب وصفهم) متخوفون من أن تكون بداية ارتفاع أسعار الطماطم. ووصف أحمد الفايدي التلاعب في أسعار المواد الاستهلاكية وخاصة الخضراوات والفواكه بأنه فاق كل تصوّر وتمنّى أن يكون هناك تسعيرة واضحة تحمي المستهلك من جشع التاجر كما يحصل في الدول المجاورة، وأشار الفايدي إلى أنه في فترة سابقة كان يشتري كرتون الطماطم ذي العشرة كيلو بقرابة 35 ريالاً والآن يشتريه بحوالى 55 ريالاً داعياً الجهات المسؤولة للتدخل الفوري لإيقاف هذا الارتفاع. ويتفق علي سالم من أن أسعار الخضراوات والفواكه تسير يوماً بعد يوم بعيداً عن إمكانية المستهلك، وتمنى أن يراجع بعض التجار أنفسهم بدلاً من ركوب موجة الغلا وألا يكون هدفهم هو الكسب بأية طريقة حتى لو كان على حساب أصحاب الدخل المحدود الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم في مجتمعنا متسائلاً، هل ارتفاع أسعار الطماطم هوبداية موجة الغلاء الذي تسبق رمضان. وأرجع محمد قالط الجهني أحد تجار حلقة الخضار والفواكه بجدة وأحد أبرز موردين الطماطم في الحلقة ارتفاع أسعار الطماطم إلى وجود نقص يصل إلى 60% من محصول الطماطم الذي يفترض أن يكون موجوداً بشكل يومي في الحلقة (200 طن يومياً من الطماطم) بسبب تأخر المحصول المحلي، حيث كان يفترض أن يصل جدة من المحميات والمزارع مثل وادي الدواسر مايقارب 220 ألف كيلو من الطماطم يومياً أو أكثر. وأكد الجهني أن الارتفاع لن يستمر طويلاً وسوف يتم تغطية النقص خلال الأيام القليلة القادمة من المحميات ومن بعض الدول المجاورة مثل مصر، وتخوف الجهني من احتمالية عودة ارتفاع أسعار الطماطم مجدداً قبل رمضان بسبب ارتفاع الطلب في رمضان على الطماطم، حيث لابد من وجود (300 طن يومياً على الأقل) من أجل توفير النقص الذي سوف يشهده السوق المركزي للخضار والفواكه خاصة أن جدة تعتبر الموزع الرئيس للمنطقة الغربية كلها وبخاصة الطائف وجدة ومنطقة الساحل الغربي. وطمأن نائب رئيس دلالي حلقة الخضروات والفواكه بجدة المهندس معتصم أبو زنادة المستهلك أن أي زيادة في أسعار الطماطم سوف يتم معالجتها على الفور من خلال توفير البديل، مشيراً إلى أن التجار والموردين لديهم أكثر من بديل خارجي. وأوضح أبو زنادة أن هناك تفاصيل كثيرة تغيب عن المستهلك وهي أن محصول الطماطم يأتي أغلبه من الإنتاج المحلي من تبوك والرياض ووداي الدواسر وجازان ومناطق أخرى ويتم جني محصول الطماطم منها على مدار السنة ويتم إكمال المتبقي من الخارج من الأردن ومصر وسوريا وتركيا وأحياناً الهند وفلسطين المحتلة. وأضاف: أن احتياج السوق المركزي للخضار بجدة يصل يومياً إلى (200 طن من الطماطم) وأن مايقارب 60% من هذه الطماطم تأتي من المزارع المحلية المحمية والمكشوفة خاصة بعد تدهور الأوضاع السياسية في المنطقة وبخاصة في سوريا والذي أثرت كثيراً على قدرة الموردين من الحصول على محصول الطماطم وغيره من المحاصيل المهمة، وأضاف أبو زنادة أن دول تركيا ولبنان وسوريا كانت تنقل بضائعها عبر الحدود البرية، لكن الآن تقوم بنقل بضائعها عبر البحر وهو ما يؤدي إلى تأخير طبيعي في وصول البضائع، بالإضافة إلى تأخر المحصول الداخلي والذي يودي إلى ارتفاع أسعار الطماطم. ودعا أبو زنادة المستهلك لزيارة سوق الخضروات المركزي في جدة، وشراء ما يحتاجه بأسعار أقل (مهما كان هناك ارتفاع سيظل السوق المركزي الأرخص للمستهلك)، مضيفاً أن هناك فارقاً كبيراً في السعر سيلمسونه حال زيارتهم للسوق المركزي. المزيد من الصور :