ناقش رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان والسلطة القضائية في العراق، خلال اجتماع موسع مساء أول من امس تسليح ابناء المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، فضلاً عن توحيد الخطابين السياسي والإعلامي على الصعيدين الإقليمي والدولي بما يعزز اعلاء الوحدة الوطنية. وجاء في بيان رئاسي، تسلمت «الحياة» نسخة منه، ان «السلطات الثلاث عقدت في قصر السلام اجتماعاً في حضور جميع الأعضاء، وهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ونواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب». وأوضح البيان أنه «جرى خلال الاجتماع استعراض شامل لمجمل التطورات السياسية والأمنية، والبحث في نتائج الجهود من اجل تحقيق المصالحة الوطنية ونوقش الانتقال الى الإجراءات الواقعية، بعد توحيد الرؤى والمقترحات والعمل على إقرار وضع الخطط وتشكيل الأطر المتفرغة القادرة على تحقيق النتائج الفعلية المستهدفة على المدى القريب والإستراتيجي». وتابع ان «الاجتماع اشاد بإصرار شعبنا على حماية وحدته وسيادته ودحر الإرهاب، وبشجاعة وتضحيات قواتنا المسلحة وسلاحنا الجوي وقوات الحشد الشعبي والبيشمركة ومتطوعي العشائر وعزيمتهم الثابتة على تحرير كل المناطق من العصابات الإرهابية في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى كما دعا المجتمعون الى وضع خطط كفيلة بتسليح مقاتلي المناطق المحتلة من سكان تلك المحافظات وتوفير كل المستلزمات لانتصارهم، كما اكد حصانة بغداد والمحافظات العراقية الأخرى بوجه الأخطار مفنداً اشاعات الإرهابيين والإعلام المعادي للعراق في هذا الشأن». وشدد على «ضرورة وحدة الخطاب السياسي والإعلامي الوطني بما يضمن دحض الإعلام المضاد وتفنيد الشائعات التي يبثها للنيل من وحدة شعبنا وعزيمة قواته المسلحة»، وعلى «أهمية عودة النازحين الى مناطقهم الأصلية كي يساهموا في تحسين أمن مناطقهم. وتم الاتفاق على التركيز على عدد من المناطق المحررة لتحقيق عودة ناجحة للنازحين ومباشرة فعلية في اعادة اعمار مناطقهم وكل ما من شأنه الإسهام في تعزيز الثقة بالجهود المبذولة لهذا الغرض». وأكد البيان ان «اهمية وحدة الموقف الوطني والخطاب السياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي اجمالاً، بما يعزز اعلاء الوحدة الوطنية ويضاعف من قدرات شعبنا على دحر سريع وتام للإرهاب»، محذّراً من أن «الدعايات المغرضة من بعض الإعلام الخارجي وبعض وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى إضعاف الحالة النفسية لأفراد قواتنا المسلحة وتحريض المواطنين على النزوح من ديارهم». وتابع ان «الاجتماع حض الأطراف المعنية على اعتماد معالجات موضوعية وتوافقية لقضايا المشاركة والتوازن والإسراع بإصدار القوانين التي تعزز من الوحدة الوطنية فضلاً عن اهمية التنسيق في مواجهة المشاكل والخلافات على مستوى المحافظات والهيئات والمؤسسات كافة». ودعا الدول الصديقة الى «اعتماد خطط منهجية متكاملة لقطع الطريق على الشبكات الإرهابية من تحقيق المزيد من التغلغل في مجتمعاتها وتفعيل مراقبة افضل لتطورها وامتداداتها العابرة للحدود، وتشجيع المزيد من التنسيق والتعاون المعلوماتي المسبق مع العراق لتحقيق مواجهة فعالة لخطر الإرهاب الذي يهدد كل دول المنطقة والعالم». وأضاف ان «الاجتماع دعا التحالف الدولي المناهض للإرهاب الى العمل بفاعلية اكبر وأشمل في الهجمات العسكرية على مواقع عصابات داعش الإرهابية والاهتمام بتزويد العراق الأسلحة المتطورة والمعدات الضرورية الأخرى الكفيلة بدحرها سريعاً». وأكد عضو الهيئة السياسية لـ «اتحاد القوى» السنية النائب احمد المشهداني في تصريح الى « الحياة» ان «المجتمعين اعتمدوا مبدأ الصراحة في تشخيص المشاكل واقتراح الحلول والمعالجات التي تتناسب ومتطلبات الأوضاع التي تمر بها البلاد». ولفت الى ان «المجتمعين توحدت توجهاتهم لقتال عصابات داعش الإرهابية وتعزيز اللحمة الوطنية بعيداً من المزايدات السياسية لحساب طرف او جهة ما».