قبل أيام سألني أحد متابعي كتاباتي في الشأن الرياضي لماذا لا تكتب بالشأن السياسي ...؟ في الحقيقة سؤال لم يكن مفاجئا لي قلت له سوف أجيبك لكن..لا اسألك عن دوافع سؤالك هذا لأنه هو بحد ذاته مشكلة وها أنت بدأت بالمشاكل عندما سألتني لماذا لا أكتب بالشأن السياسي ولا اعلم ما يخفي صدرك من سرائر وحده الله سبحانه وتعالى علام الغيوب... ومع كل مصطلح سياسي تبدأ المشاكل..نعم العمود السياسي سهل جدا ويسير لكن طريقه وعر وأهدافه غير واضحة وليس له ثوابت بل مصالح في حين أن الكتابة بالشأن الرياضي مسألة صعبة وتحتاج إلى ترو وتبصر وتحتاج أن تكون حياديا ليس بين الخير والشر بل الحياد الإيجابي مع الايمان بمبادئ الرياضة ومن ثم عليك أن تقف بمسافة واحدة أمام الجميع كون الرياضة هي بالأساس جامعة وليس مفرقة وهي قناة نظيفة وشفافة ولا ضرر فيها ولا ضرار بل كل الخير فيها وكل ما يكتب هو ما موجود على الواقع وواضح للعيان وهو خير وبركة... نعم الخير عندما تضيء بكتاباتك دروب البراعم والفتوة والشباب وتوضح لهم طريق الخير وتعلن بقوة التمسك بالمبادئ التي من أجلها أقيمت جلال الرياضة وكذلك تمنح الجميع فرصة إعلامية لكي يعبروا عما لديهم من طاقات فنية ومواهب عندما تكتب عن براعة لاعب ونجومية بطل وموهبة شبل واعد او مهنية إداري أو احترافية مدرب أو خطة اتحاد أو برنامج ناد أو فعاليات مؤسسات رياضية حكومية كانت أم شبه حكومية أو قطاع خاص او اهلية... نعم كل ما تكتبه هو خير وتعال معي حيث السياسة فمن المستحيل أن أكتب ضد ما أؤمن به من مبادئ سياسية ولا أسمح لأحد أن يكتب ضد ما أحمله من فكر ولا أسمح لأي رأي آخر أن يكتب ضد المنظومة التي أنتمي إليها مهما كنت على حق نعم لازلنا في مسألة الحياد الإيجابي وهو أن تقف مبدئيا مع ما تؤمن به عندما تكون متيقنا ان ما تتبعه هو عين الصواب وهو الحق والعدل والقسط ومع هذا فإنك في كتاباتك هذه تكون قد اختصيت به شريحة معينة مهما كان سوادها ووضعت الشريحة الاخرى مهما كان حجمها في خندق آخر... نعم لازلنا نقول بأن الرياضة جامعة وهي التي تقود المجتمع وهي التي توحده وهاهم كتاب الرياضة هم من الكتاب المهمشين في كثير من حقوقهم على الرغم مما يقدموه من خدمة تفوق كل ما يكتب عن السياسية وبلائها وأسلحتها... نعم المحرر الرياضي قادر على أن يجمع القلوب ورسالته واضحة ومبادئه معلنة وينظر إلى العطاء والموهبة والكفاءة وحسن الإدارة والمستوى الفني والجهد والمنافسة والرغبة... وينظر إلى ما جملك الله فيك من قوة وجسد وموهبة نعم ينظر أليك من خلال عين لا تعرف لون ولا شكل ولا جنس ولا فكر... ينظر فقط على موهبتك سواء كنت مدرب... أم إداري أم لاعب أو جمهور رياضي محب... كل حسابته متعلقة بالوقت والمسافة... أسرع... أقوى.. في حين المحرر السياسي ومع كل احترامي لكل من يحمل القلم ليدافع به عن ما يؤمن به من فكر من الصعب أن يصل إلى شفافية وعدالة وغاية المحرر الرياضي والتي تجتمع جميعها تحت قبة جلال الرياضة وفق المبدئ المعروف حب وطاعة واحترام... نعم الحقيقة مؤلمة.