×
محافظة المنطقة الشرقية

الفتح والشباب في مهمة استعادة الثقة أمام الأهلي والتعاون

صورة الخبر

سألني أحد القراء: لماذا تُفرِغ مقالاً كاملاً للحديث عن قضية لا تخصنا، فما الذي نستفيد منه كسعوديين لو قرأنا عن حالة مأساوية تعرض لها شخص في باكستان، أو في جزر واق الواق، يكفينا قضايانا ومشاكلنا حتى تضيف أنت عليها مآسي جديدة؟! *** وأقول للقارئ الكريم إن الكتابة لا أفق لها، ولا يحدها مكان ولا زمان. فالمواضيع تفرض نفسها على الكاتب وفق إحساسه بها. وأنا أتأثر شخصياً لما يُصيب الغير من مصائب ورزايا حتى لو كان الحدث في جزر واق الواق طالما أنه يعكس مشكلة إنسانية يمكن أن نخرج منها بعبرة نستفيد منها. فلم يعد للحدث حدود جغرافية أو حواجز، والخبر كالكلام ليس عليه جمرك. فما يحدث هنا أو هناك قد يعكس قضية تنعكس على الأوضاع في مجتمع بعيد، حتى لو اختلفت اللغة أو بعدت المسافات. *** وهكذا فنحن نتعاطف مع ما قد يحدث لشخص ما بعيداً، كما نتعاطف مع جار يسكن في نفس الحي أو المدينة. فلو حدثت كارثة لغريب نتعاطف معها، بغض النظر عن جنسيته، فما بالك لو كان هذا يشاركنا في الدين أو الانتماء. هنا يصبح التعاطف معه ليس فقط مسألة إنسانية، بل وواجباً دينياً. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ). *** وهكذا فأنا أتعاطف مع مأساة عامل باكستاني مُسلم فقد مصدر رزقه فانتحر، قدر تعاطفي مع حالة مثيلة تحدث لأحد أبناء جنسي. بل ويدفعني هذا الإحساس إلى الحدب على شبابنا والتألم لما يواجهونه من مشاكل، دون أن أحاول فلسفتها أو عوج النتائج لتخفيف وطئها أو الهروب من مواجهتها. وإذا كنت لا أعتب على مسؤول في محاولة إيجاد المبررات لظواهر هي مصدر إحراج له، فإن عتبي على من يحاول إيجاد مبررات لن تؤدي سوى إلى دفن مشاكلنا في الرمال علّنا نتخلص منها ونرتاح .. وننام «هودج»؟ *** وما قلته أعلاه يقودني للحديث عن الحملة الناجحة التي قادتها الأجهزة المختصة لتصحيح أوضاع العمالة غير النظامية التي انتهت بترحيل ما يقارب من مليون مُخالف. المعني المباشر لهذه العملية هي توفير مزيد من الفرص لشبابنا للحلول محل هؤلاء في سوق العمل. فالمثل الشعبي يقول: «مصائب قوم عند قوم فوائد»، فهل سيستفيد شبابنا من هذه الفرصة، وهل سيحل مليون شاب وعامل سعودي محل هؤلاء؟ وأين هم الآن؟ وهل سنسمع أن مئات الألوف من السعوديين العاطلين قد بدأوا يأخذون مكان من تم ترحيلهم من العمالة الأجنبية ؟ *** الإجابة: لا أعتقد .. والسبب أن الشباب السعودي يعوزه التدريب المناسب، وما يحول دون توظيف السعودي ليس الأجور ولكن المهارة في العمل. هذا لا يعني أن الحملة لتنظيم سوق العمل والتخلص من العمالة السائبة وغير النظامية كانت دون داعٍ، أو دون فائدة. فأنا أرى أنها كانت حملة ناجحة ومجهوداً يستحق التقدير للجهات التي قامت بها ونتوقع أن تؤتي ثمارها في التخفيف من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي كان يسببها وجود هؤلاء، ناهيك عن النواحي الأمنية التي ستنعكس على الشارع ونشعر بها تباعاً .. وهي كلها قضايا تحتاج إلى المزيد من الدراسة والبحث. • نافذة صغيرة: [[هناك من يحبون النقاش للنقاش حتى لو قاد إلى لا شىء. فهو أشبه بالضجيج الذي تستمر به الحكاية دون أن تنتهي، حتى تنتهي جدلية اذبحوا بقرة.. بكل بساطة الأمر مراوغة.. إن البقر تشابه علينا]] عبدالجليل الآشي nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain