×
محافظة المنطقة الشرقية

اثينا قدمت للجهات الدائنة خطة اصلاحات "كاملة وواقعية"

صورة الخبر

صحيفة المرصد : حالة حزينة ومعقدة، سيعيشها طلاب الشهيد هادي الهاشم، معلم الكيمياء في ثانوية المنذر بن الزبير بالدمام، فغدا موعدهم مع اختبار مادة الكيمياء، حيث سيلتقون مع آخر كلمات وضعها لهم، وودعهم بها، وستمر تلك اللحظات عصيبة على الخلي السالي، وكاتب الخط تحت الأرض مدفون. هادي من مواليد 1394 متزوج وأب لثلاثة أبناء محمد (٩سنوات) وفاطمة (١٢سنة) ونرجس (٣سنوات). ترتيبه الخامس بين أشقائه الثمانية. ولد في الأحساء ببلدة الدالوة، وفقد قبلها شهداء هناك في الحادثة الإرهابية التي وقعت في العاشر من شهر محرم الماضي. خريج جامعة الملك سعود عام 1420هـ، قسم الكيمياء. تاريخ الاستشهاد 11/8/1436هـ في ساحة مسجد الإمام الحسين بحي العنود. وبحسب صحيفة مكة غابت عن طلابه بين قاعات الاختبارات الابتسامة المطلقة، وسيعود لهم الحزن مجددا عندما يرون الورقة كيمياء الحزن، وقال الطالب علي المهنا أتمنى أن يسامحني معلمي هادي، الذي له مكانة كبيرة في قلوبنا جميعا، فقد كان معنا أخا وصديقا ومعلما فاضلا، فرض علينا حبه بأخلاقه العظيمة، ومواقفه الكريمة، وقلبه الأبيض، المعجون بصفاء الورد. وأشار المهنا إلى أن مادة الكيمياء معروفة لدى الطلاب بأنها مادة معقدة، ولكن المعلم هادي حولها لمادة محببة وسهلة، بفضل أسلوبه وتبسيطه واجتهاده، فهو مخلص في عمله، وأمين مع طلابه، وزاد لكنني لا أعرف كيف سأواجه ورقة الكيمياء غدا الثلاثاء، سأراه فيها وأتذكر أيامنا الدراسية معه. زميله طالب الشامسي، بدأ حديثه بعينين غارقتين في الدموع، حاول التماسك وإظهار الجلد مرارا، لكنه لم يستطع، وتحدث بصعوبة، قال: تربطني علاقة سحرية مع المعلم الشهيد، وما رأيت منه إلا كل خير، وإن أخطأنا يكون هو الأب الذي يصبر على أخطاء أولاده، ويشمل عطفه الجميع، ثناؤه علينا كان الوقود الذي يدفعنا نحو التفوق، علمت بخبر استشهاده فصدمت بقوة، ولم أصدق، ولم يسبق لي أن شاهدته آذى أحدا من الطلاب، بل كان شخصا متسامحا هادئا، له من اسمه نصيب كبير. زملاء الشهيد هادي في المدرسة نعوه بحرارة، وعلى طاولته في غرفة المعلمين وضعوا صورته مطرزة بالورود، وعاد مكانه فارغا إلا من رائحة الشهادة، فهو حمامة المسجد كما وصفوه، ولم يعهدوا منه سوى الهدوء. زميله علي المومن روى لحظات صعبة، فعند وقوع الانفجار تناقل المعلمون في مجموعتهم على الواتس اب خبر استشهاده مع غروب الشمس، لأن جسده لم يكن سليما ظاهرا للعيان، بل اختار الله شهادة عظيمة بحجم إيمانه، وهو يتردد على الصلاة في مسجد الرسول بسيهات، إلا أنه اختار ذلك اليوم مسجد الإمام الحسين بالعنود. فيما أكد زميله حيدر المهنا، الذي تربطه به علاقة وطيدة، أنه صديق دائم للصمت، وأردف لديه مواقف كثيرة مع طلابه، اكتشفتها فيما بعد، إذ كان يقدم المساعدة للطلاب، سواء المادية أو المعنوية، دون أن يخبر أحدا. فيما يشير زميله محمد الناصر إلى أن علاقته بالشهيد استمرت نحو 20 عاما، وعرفه متدينا ومثقفا، لم يتغير رغم تغير السنين، فهو نفسه قبل عشرين عاما الرجل الهادئ المحب للخير، والمحارب للعصبية بشتى أنواعها. تأثر طلاب المدرسة التي يعمل بها هادي