دأب وزير الخارجية الأميركي جون كيري منذ تكثيف المحادثات مع ايران في لوزان وجنيف العامين الماضيين، على ممارسة هواية ركوب الدراجة في الريف السويسري، للهروب من ضغوط المفاوضات مع ايران. الا أن هوايته تحولت نكبة بعد سقوطه عن دراجته اثر اصطدامه برصيف امس، ما أدى الى كسر ساقه ونقله الى الولايات المتحدة، واضطراره لإلغاء زيارتين الى اسبانيا وفرنسا وحضور مؤتمر محاربة «داعش». وأعلنت الخارجية الأميركية أن كيري أصيب بكسر في عظمة فخذه الأيمن، وسينقل الى مستشفى «ماساشوستس العام» في بوسطن حيث أجرى جراحة منذ سنوات على الفخذ ذاته. وتعرض كيري للحادث غداة جولة مفاوضات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في جنيف وصفت بـ «البناءة». وكان كيري يستقل دراجة هوائية في بلدة سيونزيه الفرنسية في منطقة هوت سافوا في جبال الألب قرب الحدود السويسرية. ونقل كيري (٧١ سنة) بمروحية الى مستشفى جامعي في جنيف حيث اجريت له فحوص أولية. وقال الناطق باسمه جون كيربي ان الوزير الأميركي «لم يفقد وعيه» وسيتوجه الى بوسطن حيث سيعاينه طبيبه الخاص، مؤكداً انه يتوقع أن يشفى تماماً، من دون تحديد مدة العلاج وهل سيخضع لعملية جراحية. ولا يتوقع أن يعرقل حادث كيري المفاوضات مع ايران، نظراً الى الأهمية البالغة التي توليها الإدارة الأميركية لهذا الملف. وأعلنت الخارجية الأميركية أن كيري سيشارك في مؤتمر محاربة «داعش» عبر نظام الدائرة التلفزيونية المغلقة. وأتى حادث كيري بعد ساعات من فاجعة حلت بجوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، بوفاة نجله الأكبر بو بايدن (٤٦ سنة) اثر صراع مع سرطان في الدماغ. وكان بو بايدن من النجوم الصاعدة في الحزب الديموقراطي، غير أن اصابته بالسرطان في 2013 قضت على طموحه السياسي، على رغم خضوعه لعملية جراحية، لم تمنع عودة المرض قبل أشهر. وخدم نجل بايدن ثماني سنوات في منصب المدعي العام في ديلاوير وكان سيترشح لحاكمية الولاية في 2016، كما شارك في حرب العراق لفترة وجيزة عام 2006 كعنصر في الحرس الوطني. ونعى الرئيس باراك أوباما بو بايدن، قائلاً إنه سار على نهج والده. وليست تلك المأساة العائلية الأولى التي يواجهها نائب الرئيس، فبعد فترة وجيزة من فوزه في انتخابات مجلس الشيوخ عام 1972، توفيت زوجته نايليا وابنتهما بحادث سير، إصيب فيه ابناه بو وهنتر بجروح.