×
محافظة المنطقة الشرقية

«المستشفى الكندي» يرفع مستوى الوعي بمخاطر التبغ

صورة الخبر

في المجتمع بقع ساخنة لا مرئية وتكاد تصل درجة حرارتها إلى درجة حرارة الجو أو البيئة التي هي فيها.. وهذه البقع أكثر من واحدة وسآتي بمثال لذلك وليس على سبيل الحصر. هذه البقع تكاد تكون بلا لون ولا طعم ولا رائحة وعادة تكون على هامش الشعور وليس في بؤرة الشعور. ومن هذه البقع دائرة الشرطة والمستشفى.. والمدرسة.. فحينما يرن الهاتف في المنزل أو الجوال في الجيب وتسمع الطرف الآخر يقول: أنت فلان (يعني اسمك الكريم) فتقول نعم.. وقتها يعلن عن اسمه ومكان عمله مثلاً. الشرطة: نحن دائرة الشرطة أو الأمن العام أو المرور أو المستشفى. وقتها يقع قلبك عند قدميك فتضطرب وترتعد فرائصك.. وتفقد كثيراً من مستلزماتك وأولها اسمك وتردد بشكل هستيري ومتكرر: خير إن شاء الله، ويزداد منسوب الأنسولين في دمك ومعه معدل السكر ويواكب ذلك كله ارتفاع الضغط وازدياد دقات القلب والشهيق والزفير وخاصة عند المسنين والمتقاعدين وأرباب الأسر الذين وصلوا إلى مرحلة الشيخوخة. إن هذه الأماكن المشعة ضياءً حيناً والمتوهجة ناراً أحياناً أخرى «الشرطة، المستشفى، المدرسة» كل هذه الدوائر وأمثالها بالنسبة للمجتمع تحتاج إلى دائرة داخلها عملها الاتصال بالجمهور أي (دائرة علاقات عامة). يعمل بها مختصون يحملون نوعين من المؤهلات أولهما: الخبرة الاجتماعية، وثانيهما : الشهادة العلمية التي لا غش فيها ولا تزوير.. حتى إذا ما حدث حادث وطلب الاتصال بذوي الشخص المستهدف يكلف من يكون مؤهلاً سناً وخبرة وشهادة ليتصل بأهله ويجري اللازم في الإبلاغ بطريقة سليمة وإسلامية في الوقت نفسه أي كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار). حتى نتجنب المضاعفات والهزات الارتداديه النفسية والجسدية. عزيزي القارئ إليك هذه القصة باقتضاب: شاب من أصحابي يصغرني بثلث قرن... رياضي صحته في أوجها طلب منه أخوه أن يتبرع لابنه بقليل من الدم لأن الولد مصاب بفقر الدم.. وبعد أن تبرع وطاف يوم اتصل به أحد العاملين في المستشفى وقال له: أنت فلان.. قال : نعم.. قال تبرعت بالدم أمس.. قال: نعم. قال: تعال راجعنا في مستشفى «....» يقول صاحبي هذا اضطربت وخفت.. بل ضاقت علي الأرض بما رحبت وبالكلفة ركبت السيارة وبالمشقة سقتها حتى وصلت إلى المستشفى وقد نشف دمي واصفر لوني.. وجف ريقي من الخوف والهلع.. ولما وصلت ودخلت على الذي استدعاني قال لي بدم بارد وبلا مبالاة وبطريقة خلت من الحس الإنساني المراعي لأحوال البشر «أنت تأخذ الدواء الفلاني؟». قلت: نعم. قال: «دمك لا يصلح للتبرع به وما فيك شي يالله قم روح بيتكم». وتركني وخرج من الغرفة.. هنا في المستشفيات أحداث يشيب لها الولدان مثل: الو.. أخوك فلان في المستشفى: نعم.. مات تعالوا خذوه.. ادفنوه. إن هذه البقع الباردة والساخنة تحتاج إلى من يقدرون الآلام الإنسانية والأوجاع الآدمية، فالموظف في العلاقات العامة في مثل هذه الدوائر بالضبط كالدكتور الذي يعالج المرض أو يسكنه، والكلمة الطيبة الممزوجة بابتسامة وخفة دم لها تأثيرها الذي قد يفوق حقن الطبيب أو كبسولاته وحبوبه. نحن بحاجة إلى علاقات عامة تلبس جلباب الإنسانية وتتعامل بمشاعر بشرية، والإنسان لا يرد قدراً وإذا علم المسئولون الكرام أن لكل مقام مقالاً، ولكل زمان دولة ورجالاً.. فليطبقوا: (لا ضرر ولا ضرار) في تعاملهم مع الجمهور.. وليراعوا قدر إمكانهم نفسيات الناس في هذه الزمان المليء بالمشكلات والأمراض والحوادث والمفاجئات. إننا في عالم ينوء بأحماله الجسام من التغيرات والمفاجآت من أمراض جسمية وأحداث اجتماعية يتقاصر ويتضعضع امامها الجمل الذي يحمل ما لا يحمله الرجل فيجب ان نتعامل بما يوجبه علينا هذا الزمن العجيب.