سما يوسف أي وضاعة دفعت المجرم إلى أن يتنصل من آدميته؟ ويتنحل بعباءة امرأة ليندس بين المصلين؟! أي عقول تلك التي تستهدف المصلين الذين أتوا إلى مسجد علي بن أبي طالب في منطقة القديح طلباً للأجر والثواب وليؤدوا فريضة الجمعة كما أمرتهم بها شريعة الإسلام فحلت بهم الفاجعة وأريقت دماؤهم في بيوت الله وجرح وأصيب عدد كبير في بيت الله، واقتحمت حرمة أهل الإسلام، وأريقت دماؤهم، تعدى من فعلوها على الدين والكتاب والسنة وإجماع فقهاء الإسلام من جميع مذاهبه، فالدم حرام إراقته وإزهاقه، وهو في المسجد أشد وأشد. ولم نلملم تلك الجراح حتى نستقيظ على حادثة أخرى في مسجد الأميرة العنود بالدمام وقتل من قتل من المسلمين وترويع المصلين الخاشعين وقلوبهم متجهة إلى الله بالرحمة والغفران لإخوانهم من قضوا نحبهم في مسجد القديح. أي فكر ضال وأي دين يستهدف المساجد التي تحفها الملائكة؟! وهي بيت من بيوت الله.. (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ • فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ). وأن ترويع المؤمن أمر عظيم، ولهذا بيَّن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم- في أحاديث أُخَر أن ترويع المسلم ظُلْم عظيم، يستَوْجِب إخافة فاعله يوم القيامة، وعدم تأمينه من أفزاع هذا اليوم الكثيرة، فقد رُوِيَ عن عامر بن ربيعة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُرَوِّعُوا المسلم؛ فإن رَوْعَة المسلم ظلم عظيم»، ورُوِيَ عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن أخافَ مؤمناً كان حقًّا على الله أن لا يُؤَمِّنَه من أفزاع يوم القيامة». فكيف على من أثار الرعب بين المصلين الآمنين!؟ وخرب وهدم المساجد: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} ومنع المسلمين من التوجه والتردد للمساجد؟ وزعزعة أمن الوطن! إن هؤلاء المجرمين المأجورين يجب أن يفهموا أن كل مواطن من أبناء هذا الوطن الغالي كلهم رجال أمن لديهم من الوعي والنضج الفكري ما يمكنهم من معرفة أهداف ومرامي الإرهاب والدافعين به من الخارج بقصد زعزعة أمننا واستقرارنا الذي ننعم به في هذه البلاد الطاهرة بعد أن عصفت الفوضى بكثير من البلدان في عالمنا المعاصر، وبالتالي لن تجدي هذه الأفعال الرعناء في زرع الفرقة والشحناء والتناحر بين أبناء هذا الوطن الأوفياء في جميع أنحاء المملكة أو لإثارة الفتنة بين الطوائف. اللهمّ إنا استودعناك بلادنا وحكامنا وأوطاننا!