نعم المواقف تصنع الرجال، والأحداث تؤكد المواطنة واللحمة الواحدة، ولم يكن موقف مواطني المملكة من أحداث القديح ومسجد العنود بالمنطقة الشرقية الجمعتين الماضيتين، إلا درسا سريعا وقويا لمن استهدفوا شق الصف وإشعال نار الفتنة، فالجميع زاد التفافهم بالوطن وقيادته، ونبذوا الإرهاب ومن يقف وراءه، ولعل موقعي عزاء المتوفين بحادثي القديح والعنود، أكبر دليل وشاهد، حيث حضرت القيادة، والمواطنون باختلاف شرائحهم وأفكارهم في موقع واحد، نبذاً للإرهاب وتأكيداً للحمة. وفي قراءة "الوطن" لمواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت لحمة المواطنين الوطنية القوية، وانكشف أمامهم غطاء المؤامرة المندسة لتفكيك مجتمعهم الموحد وزعزعة أمنهم وتفرقتهم، بل زادت الأحداث من ثقتهم بوطنهم وقيادتهم ومؤسساته الأمنية. مغرد بتويتر استدل بالمثل الشعبي "الخير بوسط الشر"، مؤكداً أن مثل هذه الأحداث وما يقع فيها من ضحايا، تعرف الجميع بالخطر الذي يلاحقهم، وخاصة ممن يستهدفون وحدتهم، وظهر الخير في تكاتف السعوديين بعد الأحداث، بالرغم من أن الحدث "شر" ومؤلم. كما نشط الكثير من المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في اليومين الماضيين في الرد على من يريدون شق لحمة الوطن، وزعزعة أمنه، وإشعال الفتنة بين أفراده، وردوا عليهم بصوت قوي "هويتنا واحدة"، كما أجمع عدد منهم في وسم #وطن_غالي_وشعب_واعي، بموقع التواصل "تويتر"، مؤكدين أن الوطن خط أحمر، وأنهم قادرون على مواجهة الفتنة والإرهاب، بتماسكهم ووعيهم وعدم انسياقهم خلف الدعوات المغرضة، موضحين أن القيادة ورجال الدين ومسؤولي الوزارات والمؤسسات الحكومية والمواطنين وخطباء الجوامع، سجلوا أجمل صورة لتلاحم الوطن بمختلف مكوناته، بعد أحداث القديح، وجامع العنود، فيما اختصر بعض المغردين تأكيد هويتهم ووطنيتهم، من خلال تصميم الهوية السعودية وتضمينها عبارات المواطنة الوحدة، والتماسك القائم على الوحدة، ونبذ الطائفية، التي بدأت منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله-، وبدون تاريخ انتهاء.