• ليست المرة الأولى التي «تغزو» فيها ملاعبنا ومدرجاتها ومبارياتها الرسمية، أحداث وحالات الاحتقان والتشنج، وصولا للاشتباكات وإلحاق الضرر وحدوث الإصابات، كما حدث بكل أسف مساء الاثنين قبل الماضي بين جماهير فريقي الأهلي والاتحاد خلال اللقاء الذي جمع بين الفريقين في نصف نهائي كأس الاتحاد السعودي للناشئين. وما صاحبه من شغب وانفلات واشتباكات وتراشق بين جماهير الفريقين، وما نجم عن هذه التجاوزات من إصابات إحداها لطفل غـض في السابعة من عمـره.. ما ذنب هذا الطفل، وبماذا سيعلق مستقبلا وهو يسمع عبارة «خلي عندك روح وأخلاق رياضية» ؟!!. •• نعم ليست المرة الأولى التي تصاب فيها رياضتنا بهذا «النشاز» المنبوذ أخلاقيا. و«أخلاقيا» هذه هي ما يفترض أن تـتسيد مجتمعنا من بد سائر المجتمعات، وهي ما يفترض أن تسود سائر أعمالنا وتعاملاتنا. وأفعالنا وتفاعلاتنا، وتحكم كل فعالياتنا على أي مستوى وفي مختلف المجالات وفي مقدمتها المجال الرياضي بشتى ألعابه الجماهيريـة. •• فمن هذه الأرض المقدسة بعث رسول الهدى وخاتـم الأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. بآخر الرسالات السماوية وأتمها.. والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن من مقاصد بعثـته إتمام محاسن الأخلاق. فقال عليه الصلاة والسلام: (إنما بعثـت لأتمـم مكارم الأخلاق)!!!. •• فهل يعقل أو يقبل أن يتخلل بعض تعاطينا الإعلامي الرياضي من لا يجد أدنى غضاضة أو مسؤولية وهو يطالب بعدم إقحام «خصوصية مجتمعنا» في كل صغيرة وكبيرة بينما هذه الخصوصية هي ما يجب أن تراعى اعتباراتها في كل صغيرة وكبيرة، واعتبارات هذه الخصوصية بامتثالها واستحضارها والعمل بها ومن خلالها هي المرتكز والسبيل الأنجع والأسمى لبلوغنا أقصى مستويات الرقي والتقدم والفلاح في كل أمور ديننا ودنيانا وآخرتنا. •• وما حدث يوم الاثنين قبل الماضي على مستوى جماهير هذين الناديين سبق أن حدث فيما لا يقتصر على هذين الناديين ولا على هذه اللعبة فقط. ولا ننسى هنا ذلك التحذير الهام والأمين والغيور الذي قاله رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد بعد الأحداث المؤسفة التي جاءت في نهاية اللقاء الآسيوي الذي جمـع بين الأهلي والاتحاد في نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2012م وشاهدها معنا كل العالم المتابع، حيث حذر سموه من مغبة استمـرار التشنج والشد العصبي في رياضتنا مما سيؤدي لا سمح الله لأحداث مأساوية كما حدث في ملاعب مصر وما يسمى بمجـزرة بورسعـيد.. •• فعوضا عن قول البعض بأن هذا «يحدث هناك» والذين نقول لهم «هنا القدوة التي تمقت ما هو هناك من نشاز». وعوضا عن اقتصار المؤسسة الريـاضية ولجانها المعنية على ما لا يتجاوز اتخاذ هذه الأحداث مغنما لجبي الغرامات المادية، وعوضا عن اقتصار بعض الإعلام على اتخاذها مادة للسبق والاستـهلاك الإعلامي والبحث عن هذا البادي أو ذاك ينبغي التفاف وتضافر جهود كل المؤسسات المعنية (تعليمية، دينية، اجتماعية، أمنية، ريـاضية، إعلامـية..) لدراسة المشكلة وتحليلـها واجتـثاثـها من جذورها لأنها أكبر من أن تكون مشكلة نادٍ وجمهور.. والله من وراء القصد. • تـأمـل: ليس العيب فقط في الذي لا يفكر، وإنما العيب أيضا في الذي لا يغير تفكيره. فاكس: 6923348