برشلونة (الاتحاد) في منزله بمدينة بامبليونا شمال إسبانيا تلك المدينة التي تشتهر بمصارعة الثيران يحتفظ أندوني جويوكوتشيا مدافع أتليتك بلباو حتى اليوم بالحذاء الذي ضرب به دييجو مارادونا في 24 سبتمبر 1983، وارتكب الخطأ الأسوأ في تاريخ الكرة الإسبانية وربما العالمية، حيث ضرب أسطورة الكرة مارادونا نجم برشلونة في أنكل قدمه اليسرى على ستاد كامب نو، وأبعده عن الكرة خمسة أشهر كاملة ولم يحصل جويوكوتشيا «جزار بلباو»، كما يطلق عليه سوى على بطاقة صفراء من حكم المباراة، وأمام حالة الغضب من العالم ووسائل الإعلام قرر الاتحاد الإسباني إيقافه 18 مباراة تم تخفيضها إلى 8 مباريات. ماحدث لمارادونا في ليلة اغتيال الكرة الجميلة، كما وصفتها الصحافة الإسبانية ألقى بظلاله على كل مقابلة تجمع أتليتك بلباو وبرشلونة في أي مكان وأية مناسبة، وهذه المرة كانت المناسبة نهائي كأس الملك في الخامس من مايو عام 1984. أتليتك بلباو في ذلك الوقت كان يشكل القوة الكبرى في الكرة الإسبانية، وتوج بلقب الدوري ووصل لنهائي الكأس، بينما يحاول برشلونة بقيادة مارادونا إنقاذ ما يمكن إنقاذه للخروج ببطولة الكأس. مواجهة ملتهبة وساخنة رائحة الغضب عبأت المكان قبل أن تبدأ المباراة اشتعلت حرب التصريحات بين دييجو مارادونا وخافيير كلمينتي مدرب بلباو ، مارادونا وصف كليمنتي بالجبان، ورد عليه مدرب بلباو قائلاً من المدهش أن ترى شخصاً يحصل على الكثير من الأموال، ولايملك مقومات إنسانية. قبل أن تبدأ المباراة كانت هناك نصائح خاصة من لويس سيزار مينوتي مدرب برشلونة لدييجو مارادونا نجم الفريق، وحذره من التهور والدخول في معارك جانبية، وقال: عليك أن تبقى دائماً في حالة من الهدوء، عليك أن تقتلهم بموهبتك ومهارتك ولعبك. وعلى ستاد سنتياجو بيرنانبو في مدريد، وبحضور خوان كارلوس ملك إسبانيا بدأت المعركة.. عفواَ المباراة وسط حالة من التوتر وقبل أن يكتشف كل فريق الآخر جاء الهدف الصدمة الذي أشعل المباراة، أتليتك بلباو نجح في التسجيل عن طريق مهاجمه الشاب جواروتشينا انديكا في الدقائق الأولى من المباراة. وهنا الضغوط زادت على برشلونة من أجل التعادل، وفرض مدرب اتليتك رقابة صارمة على كل تحركات مارادونا، وحد كثيراً من خطورته، من خلال أورتوبي وليسيرانزو، وجويوكوتشيا. أمام هذا الحصار ووسط كل هذا العنف والضرب والركل، لم يتمكن مارادونا حتى من التنفس، ويزداد التوتر مع اقتراب الوقت من نهايته، وتنتهى المباراة لتبدأ المعركة الأسوأ في تاريخ كأس ملك إسبانيا عندما تحولت أرضية ملعب سنتياجو برنابيو إلى حلبة للمصارعة والكاراتية والألعاب القتالية، ميجيل طرازان برشلونة تلقى ضربة في صدره من قدم أحد لاعبي بلباو، مارادونا اعتدى بالضرب على سولا لاعب بلباو، وانهالت عليه الضربات من كل مكان وتمزق قميصه وسقط على الأرض أكثر من مرة، وقام وواصل المعركة، وتدخلت الشرطة لفض الاشتباك. كل هذا في حضور الملك وبجواره لويز نونيز رئيس نادي برشلونة، ويصرخ معلق التلفزيون الإسباني: خذلتنا يا مارادونا. وفي الحقيقة لم يكن مارادونا وحده هو الذي يتحمل المسؤولية، فقد كان طوال المباراة يتعرض لأقسى أنواع الضرب والسباب من لاعبي بلباو، وهو أيضا من دفع ثمن كل هذا العنف عندما كسروا قدمه قبل بضعة أشهر من تلك المعركة. والمعركة أيضا انتقلت للجماهير في المدرجات وحدثت اشتباكات وإصابات وحملت الشرطة ورجال الإسعاف المصابين إلى أرض الملعب. بالفعل يوم لاينسي يمثل نقطة سوداء في تاريخ كأس الملك، يوم سقطت فيه القيم والروح الرياضية الأخلاق، وحمل أتليتك بلباو الكأس لآخر مرة، ومنذ ذلك التاريخ، وهو يحاول دون جدوى، واليوم يعود ليحلم من جديد أمام برشلونة العدو القديم في غياب مارادونا، وفي حضور أرجنتيني آخر اسمه ليو ميسي.