يوشك النظام السوري على فقدان سيطرته على كامل محافظة ادلب في شمال غربي البلاد بعد سيطرة مقاتلي معارضة على مدينة اريحا، آخر المدن الكبرى في هذه المنطقة الحدودية مع تركيا، بينما واصلت فصائل المعارضة تقدمها وملاحقتها فلول قوات النظام في ريف المدينة، فيما أقرت الأخيرة أن اهتمامها بات ينصب على ما أسمته المناطق الحيوية الأساسية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات المعارضة السورية حققت تقدماً جديداً أمس عندما سيطرت على الأقل على أربع قرى قريبة من أريحا بعد اشتباكات عنيفة. وأضاف المرصد أن القوات الجوية السورية شنت غارات أيضاً على المنطقة. وقال الناشط المعارض إبراهيم الادلبي إن المعارك بين الطرفين تتركز حالياً في الريف الغربي للمدينة، مضيفاً أن الفصائل المقاتلة تريد استكمال السيطرة على مواقع النظام الأخيرة وأبرزها مطار أبو الضهور العسكري. وتعرضت مناطق في اريحا لقصف من الطيران الحربي التابع لقوات النظام. هجوم خاطف ولم يستغرق الهجوم على اريحا إلا بضع ساعات على الرغم من تعزيزات النظام الكبيرة. وقال مصدر أمني سوري إن المناطق الحيوية الأساسية بالنسبة إلى النظام هي دمشق وحمص وحماة (وسط) والساحل. أما ادلب فلم تعد من ضمنها وهو ما يفسر انسحاب الجيش السريع من اريحا. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الآلاف من قوات النظام بالإضافة إلى مقاتلين إيرانيين ومن حزب الله اللبناني كانوا يتحصنون داخل اريحا. وأفاد بأن المدينة لم تشهد اشتباكات حقيقية بين قوات النظام ومقاتلي النصرة وحلفائها، لأنه لم يعد بإمكان النظام تحمل المزيد من الخسائر البشرية. وأضاف: حتى مع دعم إيران وحزب الله، لا يتمكن النظام من تعويض الخسائر في صفوف جنوده. وقدر المرصد وجود 70 ألف متخلف عن الخدمة العسكرية في أنحاء سوريا، وتحديداً في معاقل النظام. وأشار إلى أن أولوية النظام السوري في الوقت الحالي هي إنشاء خطوط دفاع لحماية محافظتي اللاذقية (غرب) وحماة (وسط)، ولم يعد أبداً في موقع الهجوم. وأضاف: إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فيمكن للنظام أن يخسر مدينة حلب في شمال البلاد، التي تشهد منذ صيف 2012 اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وكتائب المعارضة اللتين تتقاسما السيطرة على أحيائها. ويقول محللون إن النظام السوري قد يجد نفسه مضطراً للاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق إلى الساحل السوري غرباً، حيث يتمتع بنفوذ قوي، وذلك بعد أربعة أعوام من حرب أضعفت قواته ومؤسساته. وتأتي خسارة قوات النظام لاريحا، بعد سيطرة الفصائل المنضوية في جيش الفتح خلال الأسابيع الأخيرة على مناطق عدة في محافظة ادلب، أبرزها مدينة ادلب، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة. ولا يزال النظام يحتفظ بمطار أبو الضهور العسكري الواقع على بعد أكثر من عشرين كيلومتراً جنوب غرب اريحا، وقريتي الفوعة وكفرية المواليتين له، بالإضافة إلى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية. وإذا استكمل النظام انسحابه من آخر المواقع المتبقية له للتركيز على حماية مناطقه الأكثر استراتيجية، تصبح ادلب المحافظة الثانية التي تخرج عن سيطرته بعد محافظة الرقة. وتمكن مقاتلو الفصائل المعارضة من السيطرة على مدينة اريحا بشكل كامل، آخر المعاقل الرئيسية النظام في محافظة ادلب، بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه عبر الجهة الغربية للمدينة. مناطق سيطرة يسيطر النظام السوري عملياً على محافظات اللاذقية وطرطوس (غرب) والسويداء (جنوب) بالإضافة إلى العاصمة دمشق، وعلى بعض المناطق في محافظات دير الزور (شرق) ودرعا (جنوب) والقنيطرة (الجنوب) والحسكة (شمال شرق) فيما يتقاسم السيطرة مع فصائل المعارضة على محافظة دمشق وحلب وحمص وحماة. وبات تنظيم داعش، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، يسيطر على نصف الأراضي السورية، وتحديداً في الشمال والشرق، ويعمل على تعزيز وجوده في وسط البلاد بعد سيطرته على مدينة تدمر.