تمكنت الشرطة البريطانية، من القبض على قاتل المبتعثة السعودية ناهد المانع، وهو صبي يبلغ من العمر 16 عامًا، يوم الثلاثاء الماضي بالقرب من موقع الجريمة بتهمة حيازة سلاح، بالقرب من حديقة «سالاري بروك تريل»؛ حيث قُتلت المانع العام الماضي. وقالت متحدثة باسم شرطة مدينة إيسيكس، إن التحقيقات لا تزال مستمرة مع الصبي، ورفضت أن تكشف عن موعد مثوله أمام محكمة الجنايات، بتهمة قتل المانع بطعنها 16 طعنة في أجزاء متفرقة من جسدها أثناء سيرها بالشارع الذي يربط بين موقع سكنها وجامعة كولشستر حيث تدرس. وكشفت الشرطة أن القاتل هو نفسه من قام بطعن جيمس اتفيلد الذي قتل بنفس طريقة قتل المانع، مما يرجح وجود رابط بين الجريمتين. وأضافت المتحدثة باسم الشرطة لـ«الشرق الأوسط» أنها تحتجز القاتل حاليا بمركز للشرطة بالمدينة، داعية كل من لديه معلومات يمكن أن تفيد التحقيقات للإدلاء بها للفريق المختص. وتم اعتقال الصبي للاشتباه بضلوعه في عملية قتل اتفيلد، والمانع، وذلك عقب استجوابه من قبل محققين في إدارة الجرائم الخطيرة في كينت وإيسيكس. والصبي المشتبه به حاليا رهن الاحتجاز بقسم شرطة كولشستر. وقالت السفارة السعودية في لندن في بيان صحافي صدر مساء أمس أن القضية كانت وما تزال من أولويات أعمال السفارة ومحل اهتمامها، مؤكدة أن المشتبه به سيمثل صباح اليوم أمام المحكمة في تشيلسفورد. وكان جيمس اتفيلد قد قتل في مارس (آذار) من العام الماضي؛ وتم العثور على جثمان الرجل، البالغ من العمر 33 عاما، والذي يعرف كذلك باسم «جيم»، في «ريفرسايد باث» في كولشستر في الساعات الأولى من يوم السبت الموافق 29 مارس (آذار)، وبه ما يزيد على مائة جرح من جراء طعنات في أجزاء متفرقة من جسمه. أما ناهد المانع، الطالبة بجامعة إيسيكس، فتم قتلها يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو (حزيران) في حديقة «سالاري بروك تريل» في كولشستر، عندما كانت تتجه من مكان سكن الطلاب في منطقة «وودرو واي» القريبة، إلى الحرم الجامعي في ويفنهو. ويعتقد أن المانع، البالغة من العمر 31 عاما، تعرضت للاعتداء نحو الساعة 10:40 صباحا، وتوفيت جراء طعنات أصيبت بها. ولا تزال التحقيقات جارية؛ ويهتم المحققون بالاستماع إلى إفادات أي شخص ربما يكون لديه أي معلومات تتعلق بالتحقيق. وكانت المبتعثة السعودية قتلت غدرًا في يونيو من العام الماضي، وتركها الجاني تنزف حتى الموت، وكانت الشرطة البريطانية قد ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم، واستجوبت العشرات، حتى ألقت القبض الثلاثاء الماضي على الفاعل الحقيقي. وقالت الشرطة: «تبعًا لنتائج التحقيقات المبدئية التي قام بها محقّقون من مقاطعتَي إسيكس وكنت، فقد تمّ إلقاء القبض على المتهم للاشتباه في تورطه في جريمتي القتل، حيث سيبقى حبيسًا رهن التحقيق». وأعلنت الشرطة في حينها أن القتل ربما يكون بسبب دوافع عنصرية دينية، وطوقت الحي وطالبت الأهالي بالتأكد من عدم وجود آلات أو ملابس عليها آثار دماء في بيوتهم أو حدائقهم، وبسرعة أعلنت عن اعتقال رجل في الثانية والخمسين من العمر مشتبه فيه ولكن سرعان ما تبددت هذه الأقاويل فهو ليس القاتل، وأفرجت عنه. ودعت الشرطة المواطنين في كولشستر إلى الإدلاء بمعلوماتهم حيال القاتل عبر عدد من وسائل الاتصال، كما أكدت أن إحدى الجمعيات المكافحة للجريمة رصدت مبلغ عشرة آلاف جنيه إسترليني (نحو 62 ألف ريال سعودي) جائزة لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على القاتل أو الأشخاص الذين كانوا يقفون خلف مقتل المانع. ومشطت شرطة كولشستر المنطقة التي وقعت فيها الجريمة، حيث قدرت مساحتها بنحو 450 مترًا، وفتشت 48 حديقة خاصة وثلاث بحيرات لصيد السمك و468 قناة تصريف للوصول إلى أدوات قد تقود للقاتل، وقامت بتجميع 2100 قطعة تعود لأجزاء تتعلق بعملية البحث التي يجري فحصها من قبل فريق الطب الشرعي. ولم تتوقف الجهود عند هذا الحد بل شارك في العمليات قرابة 300 محقق تحت رئاسة مفتش الشرطة مارك هال لم يستطيعوا أن يجدوا القاتل بعد وما زالوا يتعقبون الخيوط التي ستقودهم إلى القاتل الحقيقي، لتستعين الشرطة بـ«بي بي سي» في إيسيكس لدعوة الناس لمساعدتهم في الوصول إلى قاتل المبتعثة السعودية التي كانت تدرس اللغة في جامعة إيسيكس البريطانية.