ألاحظ أن كل عمل إرهابي يعتمد على تفعيل الطائفية ينعكس سلباً على المجتمعات المسلمة السنّية.. مثلاً انفجارات النجف والكنائس بالعراق دفعت الحس الطائفي بشكل أكثر توتراً، وكانت النتيجة ضعف موقف السنّة كثيراً في العراق.. الهند قبل سنوات في مومباي كادت أن تقود إلى مواجهة لا تريدها باكستان، ويكفي ذكر اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر التي أدت إلى غزو خارجي.. .. منظمة القاعدة وداعش، وكيف استطاعت الأخيرة تأسيس موقع لها على الأرض أو شبه دولة، وكذلك القاعدة في اليمن، فبسبب غياب الاستقرار في اليمن أصبحت مكباً لكل المتعطشين للدماء من كل العالم.. وهذا مؤشر لسهولة اختراق هذه التنظيمات من أي جهة مخابراتية، وهذا ليس توقعاً؛ بل يوجد جواسيس اعترفوا بأدوار مشابهة مثل الجاسوس النرويجي الذي عمل لصالح القاعدة في اليمن وهو من دبر عملية اغتيال أحد زعماء القاعدة مع إحدى المخابرات الأجنبية.. من جهة أخرى أيضاً التنظيمات الأصولية من السهولة أن تخترق الأنظمة عبر مبدأ الانتقام ضد النظام مثل عراق نوري المالكي أو سوريا بشار الأسد.. الخطورة هي وجود تنظيم خطير يسهل اختراقه لتنفيذ عمليات تسيء للمجتمع الإسلامي، وأيضاً أن هذا التنظيم قد يتعاطف معه الكثير من المتطوعين، وهذا ما يجعل العالم العربي أمام مفترق طرق للتخلص من نقاط ضعفه الأساسية وهي وجود التعصّب الديني في المجتمع السنّي الكبير، وانعزال الأقليات الأخرى عن المجتمع العام.. هذا الوضع بين الطوائف ليس تحدي خصوصية معدودة ومحددة، ولكنه تحدٍّ غير أخلاقي يحاول الاجتياز إلى ما هو أكثر.. المؤلم.. بل غير الأخلاقي.. أن هذه التفاهة والسقوط المتواصل لا نجدها قد رحّب بها أي واقع غير عربي.. نشكر الله كثيراً.. أننا وعبر مئة عام في بلادنا نحن من اتجهوا بفردية حقيقية نحو كل ما هو تطور، ثم سيادة واضحة ومليئة بجزالة القدرات، وخصوصاً في حاضرنا الرائع.. لكن نطلب من عالمنا العربي أن يتجه إلى التفاهم والوعي كي يبتعد تماماً عن هذه المخاطر السيئة فكراً ونتائج.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net