أضعف سقوط مدينة الرمادي العراقية بيد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ثقة العشائر في حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي شدد مراراً على دورها في مواجهة المتطرفين، من دون أن يقدم لها الدعم الذي طالبت به. وتشعر عشائر الأنبار بعد سقوط مركز المحافظة بيد المتطرفين الذين قاتلتهم أشهراً، بأنها وحيدة في الميدان ومضطرة للقتال بمفردها ضد التنظيم الذي أعدم المئات من أبنائها خلال الأشهر الماضية لحملهم السلاح ضده. ويرى صلاح حسن الندا، وهو أحد شيوخ عشيرة البوناصر من محافظة صلاح الدين، أن سقوط الرمادي «كارثة». ويضيف أن المدينة «كانت نموذجاً (للقتال ضد المتطرفين). في العام 2006 هي التي قاتلت الإرهاب، هي التي قاتلت تنظيم القاعدة وأنشأت الصحوات». وعلى رغم المطالب المتكررة للعشائر بدعمها بالسلاح، إلا أن الحكومة لم تقدم المساعدة المطلوبة، معللة ذلك في بعض الأحيان بمخاوف من وقوع السلاح في أيدي المتطرفين، وتكرار تجارب ماضية حصل فيها هذا الأمر. ويقول عمر العلواني، وهو أحد شيوخ عشيرة البوعلوان التي قاتلت التنظيم، إن «عشائر الأنبار لم تفشل في مواجهة تنظيم داعش ولكن الحكومة المركزية هي من فشلت في ذلك بسبب وجود تخوف لدى الحكومة من أن ينقلب السلاح ضدها إذا سلحت عشائر الأنبار». ودفع سقوط الرمادي العبادي إلى طلب مشاركة «الحشد الشعبي» المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية مدعومة من إيران، في معارك استعادة الرمادي ومناطق أخرى في الأنبار الذي يسيطر التنظيم على مساحات واسعة منها. وتعد مشاركة قوات «الحشد الشعبي» نكسة لاستراتيجية العبادي الذي سعى، بدعم من واشنطن، إلى تشكيل قوى مختلطة مذهبياً لقتال التنظيم. وترى الأستاذة في الجامعة الأميركية في دهوك بإقليم كردستان، جيسيكا فونتان، أن إعادة بناء الثقة بين العشائر والحكومة تتطلب معالجة سياسية. وتوضح أن «المعنويات حالياً منخفضة جداً لدى السنة بعدما حصل في الرمادي»، مضيفة «من الصعب على السنة دعم الحكومة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ولاسيما أن الحكومة كانت تلقي البراميل المتفجرة عليهم».