أزمة انقطاع المياه على مدار العام -وفي شهر رمضان خاصة- هي مشكلتنا الأزلية؛ التي عانى ويعاني وسيعاني منها الكل بلا استثناء، طالما أن هناك من يَسد أذنيه، ويغمض عينيه عن طابور الأجساد المتراصة. سطّرت هذه المشكلة تاريخها على أرصفة محطات التحلية والأشياب وصالاتها.. انتظاراً ومبيتًا، ولا أعلم لِمَ تفاقمت الأزمة ووصلت إلى حالة انقطاع؛ أخشى أن يعقبه جفاف. بلا نظريات ولا استدلال ولا بحث ولا تفكير.. بات العقل يمنطق الوضع في ظل حالات الشك والمقارنات والاتهامات التي تنتابه، ليجد أنه يهذي ومعه الكثير من العقول أمثاله. يا إلهي.. لك الحمد.. فلوس موجودة!.. اقتصاد قوي.. موجود!.. تخطيط موجود!.. بحر وموجود!!.. مع كل تلك المقومات مجتمعة لمن نتوجه بالسؤال؟، وعلى من يقع اللوم؟! في ظل معاناة المواطن من هذه الأزمة المتنامية، فالعقل والمنطق يشيران إلى أن هناك قصورًا.. لكن من هي الجهة أو الجهات المتسببة به؟ خاصةً أن أزمة انقطاع المياه ليست وليدة اليوم، فقد أكل منها وشرب المواطن الأمرّين ردحًا من الزمن، حتى أضحت هذه المعاناة لزامًا عليه مثلها مثل الفرض!!. لا أعتقد أنه في ظل التطور الذي تشهده البلاد في كافة الميادين أن التنمية توقفت عند أعتاب مشاريع المياه! حقيقةً أن أرضنا مثلها مثل أي أرضٍ أخرى مجاورة لحدودنا.. فلنا نفس الأجواء والتضاريس.. بحرًا، وبرًا، سماءً وأرضًا، وربما نفوقهم في كثير من السمات التي تزيد اقتصاد البلاد قوة وثباتًا ونماءً. ولكن بين حقيقة مواطن مسؤول يُعمِّر بيديه الأرض والإنسان، ومواطن مسؤول أيضًا لكنه يطمس بيديه كل البذل كي يُعَمّر هو وحده ولا أحد غيره.. هناك واقع لحال ماثل أمامنا نعيشه ويعيشنا كل يوم.. إنه القصور والتقصير المكشوف، والذي يدفع ثمنه المواطن حتى في قطرة الماء. مرصد.. رغم كل البذل والعطاء من القيادة الحكيمة في مختلف الجهات.. لِمَ تَحوَّل الحال بنا إلى أن أصبحنا نتصدر قائمة الفروقات العشرة بيننا وبين غيرنا.. وفي كثير من الجهات!؟ Ksa.watan@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (76) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain