معاناة ممتدة ومتكررة يعيشها سكان مخطط السلطان شرق المطار الجديد. سألنا الأهالي عن مختصر لمشكلتهم فأوجزوها في عبارات محددة: الطرق فقيرة ومتهالكة، والإنارة كالحة، والحفريات كثيرة، والأدخنة خانقة، والهواء ملوث. الحي الذي وجد مكانه في الجانب الشرقي من مبنى المطار الجديد أشبه بمنطقة نسيتها الخدمات كما يقول السكان، فهو يعيش خارج التنمية ينتظر التعبيد والسفلتة التي تتواءم مع موقع الحي الذي يطل على واجهة عروس البحر الأحمر ونعني بذلك مطارها الدولي. الطرقات إلى الحي مليئة بالحفريات الوعائية الطبيعية أو تلك التي نتجت عن أعمال ومخلفات شركات مشاريع الخدمات العامة والإنشاء والتعمير، ما جعل العبور إلى الحي أشبه بالمغامرة، فلا بد للسيارة أن تدفع ثمنا باهظا نظير الوصول إلى هناك. السكان يأملون في طمر الحفر وإضاءة الطريق وإعادة سفلتة الشوارع ورفع كل الأضرار عن الحي وإيقاف زحف شاحنات رمي المخلفات والقضاء على الكلاب الضالة، وقبل كل ذلك إغلاق المعامل المخالفة المتخصصة في حرق بطاريات السيارات في شرق الحي. حفر وعائية يبتدر الحديث عبدالله الحربي من سكان مخطط السلطان، فيقول: إن الحفر المنتشرة في مداخل الحي علامة فارقة وسببت خسائر مالية للسكان نتيجة الأضرار التي تلحق بمركباتهم في الذهاب والإياب، مستغربا في ذات الوقت عدم استكمال مشاريع أرصفة الطرق على امتداد الجزء الشرقي، إذ لايزال خارج الخدمة، ناهيك عن الوضع المتهالك لطرقات الحي مع غياب الصيانة منذ إنشاء الحي. وزاد الحربي: إن تردد الشاحنات المحملة بمخلفات البناء إلى الأرض الواقعة شرق المخطط دون رادع يمثل أحد الأسباب الرئيسية في خراب الطرقات داخل وخارج الحي، فضلا عن انتشار الأتربة والحشرات والفئران وأوكار الكلاب الضالة التي تهدد سكان الحي، مطالبا الأمانة بإيقاف المخالفات ومعاقبة أصحاب الشاحنات حفاظا على سلامة الحي من التلوث والحشرات والفئران والكلاب الضالة. حديقة كل أسبوع من جانبه، أبان حمدان جابر العلياني أن إحدى الشركات بدأت في إعادة رصف الحي وتعبيد الطريق الشرقي المتفرع من المدخل الرئيسي، الأمر الذي بعث على التفاؤل في نفوس السكان ولكن سرعان ما اختفت معدات الشركة، إذ لم تستكمل أعمالها حتى اليوم. واستغرب العلياني من استخدام الأسفلت في عمليات رصف كل الشوارع ولا يترك مجال للتشجير الذي تكمن أهميته في إضفاء طابع جمالي للحي النموذجي، إضافة إلى تنقية الأجواء من التلوث البيئي وخفض درجات الحرارة بشكل نسبي. وأضاف العلياني: نتمنى تطوير الحي وأن تعمل الأمانة بكل همتها في تطوير كافة المرافق وإنشاء مزيد من الحدائق العامة ومواقع للترفيه وملاعب خضراء في إطار حديقة كل أسبوع الذي أطلقته الأمانة وحقق نجاحا متميزا في الفترة السابقة. إيقاف الحرائق وعلى ذات السياق، طالب عبدالعزيز الخالدي أمانة جدة بإيقاف تجاوز أصحاب الشاحنات في رمي المخلفات في الأرض الفضاء من الجهة الشرقية للحي حيث بدأت تزحف إلى المباني السكنية. مؤكدا على أهمية إعادة سفلتة طرقات الحي للحد من الضرر الذي لحق بمركبات السكان كونهم يستخدمون ذات الطرق بشكل يومي ولا مفر منها. وأضاف الخالدي أن أعمدة الإنارة في الحي وصلت إلى مراحل في غاية الخطورة بسبب الصدأ وغياب الصيانة، وباتت تهدد حياة السكان والمركبات ولابد من إزالتها حفاظا على سلامة العابرين من أي مخاطر. أخيرا طالب إبراهيم الغامدي بإغلاق المعامل المخالفة لحرق بطاريات السيارات بقصد استخراج الرصاص، لاسيما أن لها العديد من المخاطر على صحة الإنسان إضافة إلى الروائح الكريهة والأدخنة التي تصدر منها.