وصف المدير المفوّض لشركة «إيني» الإيطالية للطاقة باولو سكاروني الوضع في ليبيا بأنه «صعب» وقال إن «تدعيم المؤسسات الليبية يسير بخطى وئيدة أكثر ممّا كنّا نتوقع، وليبيا بلد معقّد في شكل خاص». وأكّد سكاروني أن «الإنتاج الإيطالي في ذلك البلد يبلغ نصف ما ينبغي أن يكون عليه، ولحسن الحظ ثمة كميّات متوافرة كثيرة من الغاز، ولهذا فإن ذلك لن يترك تأثيرات في الاحتياط الإيطالي من الغاز». جاء ذلك خلال حوار إذاعي صباح أمس، تناول فيه سكاروني أيضاً العلاقة مع إيران، بالقول: «نحن متواجدون في ذلك البلد منذ أيام مؤسس إيني إنريكو ماتيي، وتمكّنا من البقاء فيه حتى في فترة فرض العقوبات الدولية لاستعادة الاستثمارات التي أنجزناها في إيران، وفي حال إلغاء العقوبات الدولية المفروضة على إيران وعودتها إلى كنف المجتمع الدولي، تظل هي الدولة التي تملك ثاني أهم احتياط هيدروكربوني في العالم ونحن سننظر إليها باهتمام بالغ ومتجدّد». وفي إسلام آباد، طالبت الحكومة إيران بتوضيح موقفها بعد أيام من قول وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنة أن بلاده قد تلغي مشروع خطوط أنابيب الغاز بينها وبين باكستان. وقال وزير النفط الباكستاني شاهد خاقان أن الاتفاق في شأن المشروع المعروف باسم «خط أنابيب السلام» اتفاق ثنائي ولا يمكن أن يُلغى من أحد الطرفَين الموقعَين. وأفاد خاقان وفق صحف باكستانية أمس، بأن حكومته طلبت رسمياً من إيران توضيحاً لموقف زنغنة كما طلبت عقد اجتماع ثنائي لمناقشة مستقبل المشروع في ضوء كلام الوزير الإيراني. وتوقع عقد الاجتماع في وقت لاحق الشهر الجاري في حال وافقت إيران على عقده. وكانت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية نقلت الأربعاء عن زنغنة قوله إن إيران ستتخلى على الأرجح عن عقد بالبلايين من الدولارات لتوريد الغاز إلى باكستان. وأضاف على هامش منتدى عن الغاز في طهران أن «عقد توريد الغاز إلى باكستان من المحتمل إلغاؤه». ولفتت «فارس» إلى أن الوزير لم يذكر تفاصيل أخرى. وبموجب العقد من المفترض أن تقوم إيران بتصدير 21.5 مليون متر مكعب من الغاز يومياً إلى باكستان العام المقبل. وكان المشروع وكلفته 7.5 بليون دولار واجه تأخيرات متكررة منذ التفكير فيه في تسعينات القرن العشرين لربط حقل جنوب فارس العملاق في إيران بباكستان والهند. وفي الأسواق، هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام ليل أول من أمس مع ارتفاع الدولار ووفرة إمدادات المعروض التي طغت على آثار المخاوف من تراجع صادرات الخام الليبية. ونهاية التعاملات انخفض سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام «برنت» تسليم كانون الأول (ديسمبر) عند التسوية 2.93 دولار أو 2.69 في المئة إلى 105.91 دولارات. وتراجعت عقود الخام الأميركي تسليم كانون الأول عند التسوية 1.77 دولار أو 1.84 في المئة إلى 94.61 دولار للبرميل. وأعلنت مصادر أمنية عراقية أمس توقف تصدير النفط العراقي من حقول كركوك، شمال بغداد، إلى ميناء جيهان التركي جراء عمل تخريبي جنوب مدينة الموصل. وقال مسؤول في «شركة نفط الشمال» لوكالة «فرانس برس» إن «صادرات النفط العراقي من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي، توقفت في شكل كامل اثر خلل في الأنبوب الناقل». وأضاف أن «فرق الصيانة باشرت منذ الفجر أعمال صيانة الخط... ويؤمل إصلاحه مساء اليوم (أمس) لمعاوده الضخ تجريبياً على أن يستقر بمعدلاته 350 ألف برميل صباح الغد (اليوم)». لكن مصادر أمنية أفادت بأن «مسلحين فجروا ثلاث عبوات ناسفة تحت الأنبوب الناقل» قرب قرية البوجحش جنوب الموصل. وغالباً ما تتعرض أنابيب النفط شمال بغداد لعمليات تخريب، إلى جانب أعمال السرقة. ويصدّر العراق قسماً من نفطه عبر ميناء جيهان التركي وآخر عبر موانئ جنوب البلاد. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني في آب (أغسطس) إن إنتاج العراق أصبح 3.2 مليون برميل يومياً، ما يجعله ثاني منتج للنفط في «أوبك» بعد السعودية. يشار إلى أن النفط مسؤول عن 94 في المئة من عائدات البلاد. ويملك العراق ثالث احتياط من النفط في العالم بعد السعودية وإيران يقدر بنحو 115 بليون برميل.