في أحدث صور العنف الحوثي، وفي تجسيد واضح للدموية التي تتصف بها الجماعة الإرهابية، أعلنت وزارة الإعلام اليمنية مقتل صحفيين خطفتهما الميليشيات المتمردة، واتخذتهما مع عشرات الإعلاميين والناشطين دروعا بشرية. وبالأمس قالت أسرة الصحفي عبدالله قابل إن نجلها قتل في غارات على مخازن أسلحة للحوثيين في مدينة ذمار، جنوب صنعاء، الخميس الماضي. وكان الحوثيون اختطفوا الصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري أثناء عودتهما من تغطية فعالية مناهضة للحوثيين أقامتها قبيلة الحداء. وانتشل جثمان قابل مساء أول من أمس. وكانت "الوطن" نشرت في عددها ليوم أمس أن الحوثيين يتخذون المدنيين دروعا للأهداف العسكرية التي يتوقعون تعرضها للقصف، لكن لم تكن هويات الضحايا الذي كانوا مختطفين عرفت حينها، قبل أن يتم التأكد من أسماء بعضهم ومنهما قابل والعيزري. وقال مصدر من أسرة الصحفي قابل في تصريحات إلى "الوطن" إن والده تلقى اتصالا أول من أمس للحضور إلى مستشفى ذمار، للتأكد من هوية نجله، مضيفا أن والده تعرف عليه، بعد أن انتشلوا جثته من مكان القصف. وكان الحوثيون رفضوا السماح لأسرته وللمواطنين بالبحث عنهم، ولم يسمحوا لهم بذلك، إلا بعد مرور خمسة أيام، بادر المواطنون بعدها لانتشال الجثث والتعرف عليها. ونعت منظمات حقوقية ونقابات مدنية مقتل قابل والعيزري، وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين إن هذه الجريمة تعدّ عملا إرهابيا ضد الصحفيين في اليمن، معبرة عن حزنها الشديد لأن يقتلوا بدم بارد من قبل جماعة الحوثي التي ناصبت الصحفيين العداء، ومارست بحقهم كل أساليب الإرهاب والترويع والتحريض والمطاردة والاختطاف، بهدف إخراسهم وإيقافهم عن أداء مهمتهم في خدمة الرأي العام. وقال مكتب قناة بلقيس في بيان "استخدام المدنيين كدروع بشرية دناءة حوثية، تكشف فاشية هذه العصابة التي لا تمتلك أي مقومات أخلاقية، وأثبتت بذلك أنها أكبر خطر يواجهه اليمنيون، ويجب الوقوف بوجه هذه العصابة المليئة بالوحل، الرحمة للصحفي عبدالله قابل، وستدور الأيام ويشرب القتلة من الكأس نفسه التي أذاقوا منها ضحاياهم". كما دانت الحائزة على جائزة نوبل والناشطة اليمنية توكل كرمان الحادثة، وقالت على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك "أنعي إلى الوسط الصحفي في اليمن، وإلى أبناء الشعب اليمني كافة استشهاد اثنين من الإعلاميين اليمنيين، هما عبدالله قابل، ويوسف العيزري، وإصابة حسين العيسي بجروح بليغة، بعد أن اختطفتهم ميليشيا الحوثي ووضعتهم كدروع بشرية في إحدى ثكناتها العسكرية بمحافظة ذمار". وأضافت "ندين مجددا عملية اختطافهم ووضعهم دروعا بشرية، ونعد هذه الجريمة الوحشية جريمة ضد الإنسانية، يتعين أن لا يفلت مرتكبوها من الملاحقة والعقاب". كما ضج الكتاب والناشطون على وسائط التواصل الاجتماعي من هول هذه الحادثة الأليمة، وعدّوها تجسيدا لمدى الوحشية والفظائع التي ألف الانقلابيون الحوثيون وصالح على ارتكابها، ضاربين بكل القوانين والمواثيق الدولية التي تضمن حماية المدنيين والصحفيين عرض الحائط.